يمثل الحصول على بشرة متألقة وصحية خالية من الشوائب هدفا للكثيرين في ظل التحديات اليومية التي يتعرض لها الجلد بفعل العوامل البيئية المجهدة. ولهذا تبرز أهمية تبني روتين عناية متكامل يعتبر فيه استخدام التونر خطوة لا غنى عنها لتنظيف المسام بعمق وإعادة توازن البشرة.
أكدت خبيرة العناية بالبشرة سامنثا جريج أن تونر ماء النعناع المحضر منزليا ليس مجرد مستحضر تجميلي بل هو استثمار فعال في صحة الجلد. فهو يجمع بين مزايا الجمال الطبيعي والراحة النفسية التي توفرها رائحته العطرية المنعشة. كما يوفر حلا آمنا وفعالا لشد المسام وتوازن إفراز الزيوت وتنشيط البشرة مما يمنحها إشراقة طبيعية بعيدا عن المواد الكيميائية.
يمتاز النعناع بكونه عشبا غنيا بالعناصر المفيدة للبشرة ويمنح شعورا بالبرودة والانتعاش مما يجعله مكونا مثاليا للتونر اليومي. من أبرز خصائصه قدرته الطبيعية على قبض المسام الواسعة مما يقلل من الإفرازات الدهنية الزائدة ويجعل ملمس الجلد أكثر نعومة وتجانسا. كما أن تأثيره المنعش يحفز الدورة الدموية في الوجه ويمنح البشرة مظهرا حيويا ومشرقا.
وللنعناع خصائص مضادة للبكتيريا والالتهابات تجعله علاجا فعالا لتهدئة الحبوب ومنع ظهور البثور خاصة لأصحاب البشرة الدهنية والمختلطة. يساعد التونر المستخلص منه على تنظيف البشرة بعمق وإزالة بقايا المكياج والزيوت العالقة التي لا يصل إليها الغسول ويعيد للجلد توازنه الطبيعي. وبفضل تأثيره المبرد فإنه يخفف من الانتفاخ تحت العينين ويهدئ البشرة المتهيجة.
لتحضير تونر ماء النعناع في المنزل ستحتاجين إلى مكونات بسيطة تتمثل في كوب من أوراق النعناع الطازجة وكوب ونصف من الماء المفلتر أو ماء الورد ويمكن إضافة ملعقة صغيرة من خل التفاح إذا كانت بشرتك دهنية مع بضع قطرات من زيت شجرة الشاي أو زيت اللافندر لتعزيز الفائدة.
تبدأ عملية التحضير بغسل أوراق النعناع جيدا ثم وضع الماء في قدر على النار حتى يصل إلى درجة الغليان. بعد ذلك تضاف أوراق النعناع إلى الماء المغلي وتترك على نار هادئة لمدة خمس دقائق لاستخلاص زيوتها العطرية وفوائدها. يرفع القدر عن النار ويترك الخليط حتى يبرد تماما ثم يصفى جيدا باستخدام مصفاة دقيقة أو قطعة قماش نظيفة. بعد التصفية يمكن إضافة المكونات الاختيارية مثل خل التفاح أو الزيوت العطرية ثم يصب السائل في زجاجة بخاخ نظيفة ويحفظ في الثلاجة.
يمكن استخدام تونر ماء النعناع في أوقات مختلفة من اليوم. طبقيه مباشرة بعد غسل وجهك بالغسول المناسب عبر رشه على الوجه أو مسحه بقطعة قطن مبللة به. كما يمكن استعماله كبرايمر طبيعي قبل وضع المكياج لأنه يشد المسام وينعم سطح البشرة. بعد إزالة المكياج استخدميه كخطوة أخيرة لتنقية المسام وتهدئة الجلد. احتفظي بزجاجة صغيرة منه في حقيبتك لتنشيط بشرتك خلال اليوم عند الشعور بالحر أو الإرهاق.
عند المواظبة على هذا الروتين ستلاحظين تحسنا ملحوظا في مظهر البشرة. ستصبح أكثر تماسكا ونضارة ويقل مظهر المسام الواسعة بشكل تدريجي. كما سيخف اللمعان الزائد في مناطق مثل الجبين والأنف وتستعيد البشرة توازنها الطبيعي.
من المهم إجراء اختبار حساسية على جزء صغير من الجلد قبل الاستخدام الكامل. إذا كانت بشرتك جافة أو حساسة يفضل استبدال الماء العادي بماء الورد وتجنب إضافة خل التفاح. يُنصح بحفظ التونر في الثلاجة واستخدامه خلال فترة لا تتجاوز عشرة أيام لضمان فعاليته كونه منتجا طبيعيا خاليا من المواد الحافظة.
