تعزيز مناعة المرأة بعد الأربعين: 9 خطوات طبيعية لصحة أقوى وحيوية متجددة

تعزيز مناعة المرأة بعد الأربعين: 9 خطوات طبيعية لصحة أقوى وحيوية متجددة
تعزيز مناعة المرأة بعد الأربعين: 9 خطوات طبيعية لصحة أقوى وحيوية متجددة

أكدت الدكتورة هدى مدحت أخصائية التغذية العلاجية أن مرحلة ما بعد الأربعين لدى النساء تشهد تغيرات فسيولوجية طبيعية حيث تبدأ أجهزة الجسم بما في ذلك جهاز المناعة بالعمل بوتيرة أبطأ وهو ما يتطلب اهتماما خاصا ففي هذه الفترة تصبح المناعة أكثر حساسية وتأثرا بعوامل مثل الإجهاد ونمط الحياة والتغذية والتقلبات الهرمونية.

وشددت الدكتورة هدى على أن تقوية المناعة في هذه المرحلة الذهبية من العمر ليست بالمهمة المعقدة بل هي نتاج نمط حياة متكامل يجمع بين التغذية السليمة والراحة النفسية والنوم الجيد والنشاط البدني المنتظم وأن اتباع طرق طبيعية يومية يمنح المرأة طاقة متجددة وجسما قادرا على مقاومة الأمراض.

ويمثل الغذاء حجر الأساس في بناء جهاز مناعي قوي حيث إن كل ما يدخل الجسم إما أن يعززه أو يضعفه ولذلك يجب على النساء فوق سن الأربعين التركيز على عناصر غذائية محددة. ويأتي فيتامين C في المقدمة كأحد أقوى مضادات الأكسدة التي تحفز إنتاج خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن محاربة العدوى ويتوفر في مصادر مثل البرتقال والفلفل الأحمر والكيوي والجوافة والبروكلي.

كما يلعب الزنك دورا محوريا في إنتاج الأجسام المضادة ويساهم في تجديد الخلايا والتئام الجروح ويمكن الحصول عليه من الكاجو واللوز والبقوليات واللحوم الحمراء الخالية من الدهون. وبالإضافة إلى ذلك يعد فيتامين D عنصرا حيويا تعاني الكثير من النساء من نقصه بعد الأربعين بسبب قلة التعرض للشمس مما يؤثر سلبا على المناعة والعظام والمزاج ولذلك ينصح بالتعرض للشمس يوميا لمدة ربع ساعة وتناول السلمون وصفار البيض والحليب المدعم.

وتلعب صحة الأمعاء دورا حاسما في قوة المناعة حيث إن حوالي سبعين بالمئة من الجهاز المناعي ينشأ في الجهاز الهضمي وهنا تبرز أهمية الأطعمة المخمرة والبروبيوتيك مثل الزبادي الطبيعي والكفير والمخللات المنزلية التي تحتوي على بكتيريا نافعة تدعم صحة الأمعاء. ولا يمكن إغفال دور الخضروات الورقية والفواكه الملونة كالسبانخ والجرجير والبنجر والتوت الغنية بمضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة وتعمل على إبطاء الشيخوخة المناعية.

ويعتبر النشاط البدني المنتظم ركيزة أساسية ليس فقط للحفاظ على الوزن بل لتنشيط الدورة الدموية وتحفيز الجهاز المناعي ويفضل للنساء في هذه المرحلة ممارسة رياضات معتدلة كالمشي السريع لنصف ساعة يوميا أو اليوجا والبيلاتس لتحسين المرونة وتقليل التوتر بالإضافة إلى تمارين المقاومة الخفيفة للحفاظ على الكتلة العضلية. ويساهم النشاط البدني في إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين مما يقلل من مستويات هرمون التوتر الكورتيزول الذي يضعف المناعة عند ارتفاعه لفترات طويلة.

وفي سياق متصل يعد التوتر المزمن العدو الخفي لجهاز المناعة خاصة وأن النساء بعد الأربعين يتحملن مسؤوليات متعددة بين العمل والأسرة مما يجعلهن عرضة للضغوط النفسية المستمرة وللتخفيف من تأثيره ينصح بتخصيص وقت يومي للتأمل أو الاسترخاء وممارسة التنفس العميق لبضع دقائق وكتابة اليوميات أو الانخراط في هوايات محببة. ويعزز التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء المقربين من المناعة بفضل العلاقات الإيجابية الداعمة.

ويمثل النوم الجيد عاملا حيويا لحماية المناعة حيث إن قلة النوم من أكثر العوامل التي تضعفها فخلال النوم العميق يفرز الجسم بروتينات تسمى السيتوكينات تساعد في مقاومة الالتهابات ولذلك يجب الحرص على الحصول على سبع إلى ثماني ساعات من النوم المتواصل ليلا ولتحقيق نوم مريح ينصح بالابتعاد عن الشاشات قبل ساعة من موعد النوم وتناول مشروب دافئ كالبابونج والحفاظ على درجة حرارة مناسبة في غرفة النوم.

ويأتي الترطيب المستمر وشرب الماء كعامل مساعد لا يقل أهمية فالماء لا ينعش البشرة فقط بل يساهم في طرد السموم من الجسم وتحسين عمل الخلايا المناعية وينصح للنساء بشرب ما لا يقل عن لترين من الماء يوميا مع إمكانية تنويع مصادر السوائل عبر الأعشاب الطبيعية كالزنجبيل والكركم والنعناع والينسون.

ويمكن دعم المناعة بشكل فعال من خلال دمج بعض الأعشاب الطبيعية ذات الخصائص القوية في النظام اليومي فالكركم الذي يحتوي على مادة الكركمين يعد مضادا قويا للالتهابات وداعما للمناعة بينما يساعد الزنجبيل على تحسين الدورة الدموية ومقاومة الفيروسات. وتقاوم القرفة البكتيريا وتنشط جهاز المناعة أما الثوم فيعتبر من أقوى مضادات البكتيريا الطبيعية.

ومع التغيرات الهرمونية التي تطرأ في هذه المرحلة وانخفاض مستوى هرمون الإستروجين مما قد يؤثر على المزاج والطاقة والمناعة يمكن موازنة الهرمونات بشكل طبيعي عبر تناول أطعمة تحتوي على فيتويستروجينات مثل فول الصويا وبذور الكتان والسمسم.

كما أن الحفاظ على وزن مثالي أمر ضروري لأن الوزن الزائد يرهق جهاز المناعة ويزيد من حالة الالتهاب في الجسم ويتطلب ذلك اتباع نظام غذائي متوازن يرتكز على الحبوب الكاملة والبروتينات الخفيفة والخضروات مع تقليل السكريات والدهون المشبعة.

وأخيرا أشارت الدكتورة هدى إلى أن الصحة النفسية والمشاعر الإيجابية لها تأثير مباشر على المناعة فالابتسامة والتفاؤل يحفزان الجسم على إنتاج خلايا مناعية أكثر كفاءة بينما يؤدي الحزن والقلق إلى إضعاف قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.