
كشفت دراسات حديثة عن الفوائد الصحية المذهلة التي يمتلكها الكرفس وهو ما يجعله أكثر من مجرد خضار عادي على المائدة حيث أظهرت الأبحاث دوره المحتمل كعامل وقاية فعال ضد أمراض خطيرة ومعقدة وفي مقدمتها أنواع مختلفة من السرطان بفضل مكوناته الطبيعية الفريدة.
يساهم الكرفس في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية بفضل احتوائه على مركبات كيميائية نباتية تعرف باسم الفثاليدات تعمل هذه المركبات على إرخاء عضلات الشرايين مما يسمح بزيادة تدفق الدم بسهولة أكبر وإضافة إلى ذلك فإن محتواه من النترات الطبيعية يساعد على استرخاء العضلات الملساء في الأوعية الدموية وهو ما قد يدعم الحفاظ على مستويات ضغط دم صحية وقد استخدم الكرفس تاريخيا في الطب الصيني التقليدي لهذا الغرض.
يمتد تأثير الكرفس الإيجابي ليشمل صحة الجهاز العصبي حيث يحتوي على مادة الأبيجينين التي تعد ضرورية لنمو الأعصاب وتطورها والمساهمة في صحة الخلايا العصبية بشكل عام كما أنه قد يمنع فقدان الذاكرة بفضل مركب فريد يعرف باسم L-3-n-butylphthalide ويلعب مستخلص الكرفس دورا مهما في مواجهة مرض الزهايمر واحتمالية منع تطوره من الأساس.
يتمتع الكرفس بخصائص قوية مضادة للالتهابات بفضل غناه بمضادات الأكسدة المتنوعة ويحتوي على مركب اللوتيولين الذي أظهر قدرة على كبح الالتهابات في خلايا الدماغ وتشير الأبحاث إلى أن مستخلص الكرفس قد يمتلك تأثيرًا مشابهًا للأدوية المضادة للالتهاب مثل الأسبرين والإيبوبروفين كما قد يوفر تأثيرًا مسكنًا للألم ويحمي المعدة من الأضرار التي قد تسببها مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
يعتبر الكرفس خيارًا مثاليًا للمساعدة في إدارة الوزن بفضل انخفاض سعراته الحرارية بشكل ملحوظ كما أن محتواه الغني بالألياف غير القابلة للذوبان يعزز الإحساس بالامتلاء والشبع لفترة أطول مما يساعد على تقليل كمية الطعام المتناولة ويسهم محتواه المائي العالي أيضا في عملية إنقاص الوزن وتنظيم استقلاب الدهون في الجسم.
تعود قدرة الكرفس المحتملة في مكافحة السرطان إلى غناه بمضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة ويحتوي على مركبين فعالين هما الأبيجينين واللوتيولين اللذان يعززان تدمير الخلايا السرطانية كما يضم مركبات البولي أسيتيلين النشطة بيولوجيا والتي قد تمنع تكون الأورام السرطانية خاصة سرطان البنكرياس والثدي وفي سياق متصل فإن مضادات الأكسدة الموجودة في الكرفس قد تلعب دورا في حماية خلايا الجسم من الإجهاد التأكسدي الذي يؤثر على وظائف متعددة بما فيها الصحة الإنجابية للذكور لكن الدراسات في هذا المجال لا تزال في مراحلها الأولية وتتطلب المزيد من البحث السريري لتأكيد أي دور محدد.