
يروي الطيار السعودي المتقاعد طارق الطيب تفاصيل تجربته الفريدة والاستثنائية في عالم الطيران حيث تعرض لعمليتي اختطاف منفصلتين خلال مسيرته المهنية. وتعود الواقعة الأولى إلى عام 1984 بينما وقعت الحادثة الثانية بعد ستة عشر عاما في سنة 2000 لتشكل هاتان التجربتان محطتين فارقتين في حياته.
بدأت القصة الأولى في عام 1984 عندما كان الطيب يقود طائرة في رحلة داخلية انطلقت من جدة متجهة إلى الرياض. لكن أحد الركاب أجبر طاقم الطائرة على تغيير مسارها والتوجه إلى طهران في إيران وهي رحلة استغرقت أكثر من ثلاث ساعات ونصف بدلا من ساعة ونصف فقط. هذا التغيير المفاجئ في الوجهة أدى إلى استهلاك كميات كبيرة من الوقود ووضعت الطائرة في موقف حرج للغاية حيث انطفأت محركاتها تماما لحظة هبوطها على أرض المطار في طهران لكن العناية الإلهية كتبت النجاة لجميع من كانوا على متنها.
بعد الهبوط بسلام استمرت الأزمة لثماني ساعات متواصلة في المطار حيث دخل الخاطف في مفاوضات مع السلطات الإيرانية. وفي غمرة هذه الأحداث استطاع الطيار الشاب الذي لم يتجاوز عمره 21 عاما آنذاك استغلال لحظة مناسبة والسيطرة على مختطف الطائرة منهيا بذلك عملية الاختطاف بنجاح. وتقديرا لشجاعته وحسن تصرفه كرمته القيادة السعودية حيث منحه الملك فهد وساما رفيعا كما أهداه الأمير سلطان سيارة فاخرة.
لم تكن تلك هي التجربة الوحيدة التي مر بها الطيب ففي عام 2000 واجه محنة اختطاف أخرى. هذه المرة كان في رحلة دولية متجهة من جدة إلى لندن لكن مسارها تحول قسرا إلى العراق. وكما في المرة الأولى أظهر الطيار كفاءة عالية في التعامل مع الموقف الصعب ونال تكريما آخر على دوره في إدارة الأزمة والحفاظ على سلامة الركاب.
بعد سنوات طويلة من الخدمة وتقاعده عن الطيران قرر طارق الطيب توثيق قصصه الملهمة ليشاركها مع العالم. وقام بتأليف كتاب حمل عنوان اختطفت مرتين والذي لاقى رواجا كبيرا وتجاوزت مبيعاته 700 نسخة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تم إنتاج فيلم وثائقي يسرد تفاصيل الحادثتين بالتعاون بين جهات إنتاج من السعودية ومصر والولايات المتحدة الأمريكية.