جفاف العيون: اكتشاف أسباب غير متوقعة وعلاجات فعالة تنهي معاناتك اليومية

جفاف العيون: اكتشاف أسباب غير متوقعة وعلاجات فعالة تنهي معاناتك اليومية
جفاف العيون: اكتشاف أسباب غير متوقعة وعلاجات فعالة تنهي معاناتك اليومية

يمثل جفاف العين حالة طبية منتشرة تنشأ عن عجز الدموع عن توفير الترطيب اللازم لسطح العين مما قد يتسبب في التهابات وتلف للأنسجة وهو ما يثير قلق الأطباء بشكل متزايد نظراً لازدياد انتشاره بين فئتي الشباب وكبار السن على حد سواء وتظهر تقديرات منظمة الصحة العالمية أن نسبة انتشاره عالمياً تصل إلى 15% وترتفع بشكل كبير إلى 50% بين مستخدمي العدسات اللاصقة.

يواجه المصابون بجفاف العين مجموعة من الأعراض المزعجة التي تؤثر على جودة حياتهم اليومية وتشمل هذه الأعراض الشعور بحرقة وألم وإحساس بوجود جسم غريب في العين كرمل إضافة إلى احمرار ورؤية ضبابية متقطعة وحساسية شديدة تجاه الضوء. والمفارقة أن العين قد تفرز كميات كبيرة من الدموع كرد فعل للتهيج لكن هذه الدموع تكون غير فعالة ولا توفر الترطيب المطلوب كما قد يواجه المصابون صعوبة في ارتداء العدسات اللاصقة أو القيادة ليلاً.

تتكون الطبقة الدمعية الطبيعية من ثلاث طبقات متكاملة تعمل معاً للحفاظ على صحة العين ورطوبتها وهي الطبقة الزيتية الخارجية التي تمنع تبخر الدموع سريعاً والطبقة المائية الوسطى التي تغذي العين وترطبها والطبقة المخاطية الداخلية التي تضمن توزيع الدموع بشكل متساوٍ على سطح القرنية ويحدث جفاف العين عند وجود أي خلل وظيفي في إحدى هذه الطبقات.

تتعدد العوامل التي تساهم في الإصابة بجفاف العين فبالإضافة إلى التقدم في العمر خاصة بعد سن الخامسة والستين تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بسبب التغيرات الهرمونية المصاحبة لمرحلة انقطاع الطمث. كما أن الخضوع لجراحات تصحيح النظر مثل الليزك والإصابة بأمراض مزمنة كالسكري واضطرابات الغدة الدرقية والتهاب المفاصل الروماتويدي تعد من المسببات الرئيسية. وهناك عوامل بيئية تلعب دوراً كبيراً مثل التعرض المباشر للرياح والغبار والهواء الجاف والدخان.

أصبح جفاف العين ظاهرة ملحوظة حتى بين الأطفال والمراهقين ويعزو المختصون ذلك إلى الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية كالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. فالتركيز المطول على الشاشات يقلل من معدل رمش العين بشكل كبير مما يؤدي إلى تبخر الدموع وجفاف سطح العين. وللتغلب على هذه المشكلة يوصي الخبراء بتطبيق قاعدة 20-20-20 التي تقضي بالنظر إلى جسم يبعد 20 قدماً لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة من استخدام الشاشات.

تتنوع طرق الوقاية والعلاج بناءً على شدة الحالة ومسبباتها فالحالات البسيطة قد تتحسن خلال أيام أو أسابيع عبر استخدام قطرات الترطيب التي تحاكي تركيبة الدموع الطبيعية وتغيير بعض العادات اليومية. ويوصي الأطباء بضرورة تنظيف منطقة الرموش والجفون بانتظام مع استخدام كمادات دافئة يومياً وتجنب التعرض المباشر لهواء المكيفات أو الغرف شديدة الدفء. كما أن ارتداء النظارات الشمسية لحماية العين من الرياح وشرب كميات كافية من الماء وتجنب التدخين والحصول على قسط وافر من النوم كلها إجراءات تساعد في تخفيف الأعراض.

خلافاً للاعتقاد الشائع لا توجد أي علاقة بين البكاء الشديد والإصابة بجفاف العين بل على العكس يساعد البكاء على ترطيب العين وتنظيفها وحمايتها من الشوائب بفضل مكونات الدموع الطبيعية التي تزود سطح العين بالأكسجين والعناصر الغذائية وكل ما يسببه البكاء هو احمرار مؤقت في العين. أما الحزن الشديد فلا يسبب الجفاف بشكل مباشر لكن آثاره النفسية قد تكون عاملاً مساهماً في تفاقم الحالة.

يؤكد أخصائيو طب وجراحة العيون على أهمية مراجعة الطبيب عند الشعور بأعراض الجفاف خاصة لدى كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة أو الأشخاص الذين أجروا جراحات في العين والنساء الحوامل والشباب الذين يعانون من حب الشباب. فالحالات المزمنة أو المرتبطة بأمراض أخرى تتطلب خطة علاجية مستمرة للسيطرة على الأعراض وقد تشمل تركيب سدادات دقيقة في القناة الدمعية لتحفيز إفراز الدموع. فالتشخيص الدقيق والمتابعة الطبية يضمنان تقييم التحسن وتعديل العلاج عند الحاجة.