
يشكل القولون العصبي أحد أبرز الاضطرابات الوظيفية في الجهاز الهضمي وأكثرها انتشارا خصوصا بين النساء حيث ترتبط أعراضه المزعجة بشكل مباشر بالضغوط النفسية والتوتر اليومي بالإضافة إلى أنماط التغذية غير الصحية والعادات الغذائية المضطربة التي يتبعها الكثيرون في حياتهم العصرية السريعة.
ويشدد الخبراء على الدور المحوري الذي يلعبه العامل النفسي في تهيج القولون إذ إن القلق والتوتر المستمر يؤديان إلى تفاقم الأعراض بشكل ملحوظ. ولذلك ينصح بتبني ممارسات تساعد على الاسترخاء مثل اليوغا أو التمارين التنفسية كما أن المشي المنتظم لا يحسن الحالة المزاجية فقط بل ينشط حركة الأمعاء ويساعد على انتظام وظائف الجهاز الهضمي.
وعلى صعيد النظام الغذائي يوصي الأطباء بالابتعاد تماما عن الأطعمة التي تزيد من تهيج القولون وعلى رأسها الوجبات الغنية بالدهون والمقليات. ويجب كذلك تقليل استهلاك المشروبات الغازية والحد من المشروبات التي تحتوي على نسب عالية من الكافيين لأنها جميعا تساهم في زيادة حدة التقلصات والاضطرابات المعوية.
وفي المقابل يعتبر تنظيم مواعيد تناول الطعام عبر تقسيمها إلى وجبات صغيرة ومتوازنة على مدار اليوم استراتيجية فعالة لتخفيف العبء على الجهاز الهضمي. ومن المهم جدا الإكثار من مصادر الألياف الطبيعية الموجودة بكثرة في الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة مع الحرص على شرب كميات وافرة من الماء لتحسين عملية الهضم.
ويعد الحصول على قسط كاف من النوم الجيد وتجنب السهر أمرا ضروريا للحفاظ على توازن الجهازين العصبي والهضمي معا. كما أن الخبراء ينصحون بشدة بتجنب تناول الوجبات الدسمة أو الكبيرة قبل التوجه إلى النوم مباشرة لمنح المعدة الوقت الكافي لإتمام عملية الهضم بهدوء ودون إرهاق.
إن اتباع نمط حياة صحي ومتوازن هو السبيل الأفضل للسيطرة على أعراض القولون العصبي حيث إن العلاج لا يقتصر على الأدوية بل يعتمد بشكل أساسي على قدرة المرأة على إدارة ضغوطها اليومية وتحسين خياراتها الغذائية للتمتع بحياة أكثر هدوءا وراحة.