الصحة النفسية في طبقك: اكتشف أغذية خارقة لتحسين مزاجك ومحاربة القلق

الصحة النفسية في طبقك: اكتشف أغذية خارقة لتحسين مزاجك ومحاربة القلق
الصحة النفسية في طبقك: اكتشف أغذية خارقة لتحسين مزاجك ومحاربة القلق

بالتزامن مع اليوم العالمي للصحة النفسية في العاشر من أكتوبر يتزايد الوعي بأن جودة غذائنا لا تؤثر فقط على صحتنا الجسدية بل تلعب دورا حيويا ومباشرا في تشكيل حالتنا العقلية والنفسية إذ بات من المثبت علميا وجود علاقة قوية بين ما نأكله وبين سلوكنا ومزاجنا العام.

أظهرت أبحاث متعددة أن الأنظمة الغذائية التي تعتمد بكثافة على الأطعمة المصنعة والغنية بالسكريات والدهون والصوديوم تزيد من خطر تعرض الأفراد للاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب وهذه الأنظمة تفتقر عادة إلى المنتجات الطازجة والحبوب الكاملة وغيرها من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم والدماغ ليعملا بكفاءة.

يكمن جزء كبير من هذا التأثير في العلاقة المعقدة بين الجهاز الهضمي والدماغ حيث يوجد اتصال مباشر ومستمر بينهما فعلى سبيل المثال أحماض أوميغا 3 وهي دهون صحية لا ينتجها الجسم بنفسه تنتقل عبر الجهاز الهضمي بعد تناولها لتصل إلى الدماغ وتتفاعل هناك مع جزيئات مسؤولة عن تنظيم المزاج وقد لاحظت دراسات تحسنا لدى مرضى الاكتئاب عند تناولهم هذه الأحماض رغم الحاجة لمزيد من البحث لتأكيد النتائج.

كما يبرز دور فيتامين ب 6 في عملية إنتاج النواقل العصبية وهي المواد الكيميائية التي تستخدمها الخلايا العصبية للتواصل فيما بينها وتنظيم الحالة المزاجية وتشير الأبحاث إلى أن فيتامينات المجموعة ب بشكل عام قد تعود بالنفع على الحالة النفسية للأشخاص الأصحاء والمعرضين للمخاطر على حد سواء.

إن طبيعة الطعام الذي تختاره تؤثر بشكل مباشر على حالتك المزاجية وحتى على خياراتك الغذائية المستقبلية فالحصول على العناصر الغذائية المناسبة طوال اليوم يضمن الحفاظ على مستويات الطاقة والتركيز ويدعم التفكير السليم والنوم الجيد وعندما يفتقر الجسم لهذه العناصر قد يبدأ في الشعور برغبة شديدة في تناول أطعمة معينة خاصة السكرية التي توفر حلا مؤقتا وسريعا لكنها تؤدي إلى ارتفاع حاد في سكر الدم يتبعه هبوط سريع مما يسبب المزيد من الرغبة في تناول السكر ويخلق حلقة مفرغة تؤثر سلبا على المزاج وتقلل الطاقة وتزيد من الشعور بالقلق.

يعد النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط نموذجا مثاليا لدعم الصحة العقلية حيث أظهرت الدراسات ارتباطه بانخفاض أعراض الاكتئاب وتحسين جودة الحياة بشكل عام ويرتكز هذا النظام على الفواكه والخضروات والفاصوليا والمكسرات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون.

يمكن تطبيق هذا النظام بأساليب بسيطة وعملية لدعم صحتك النفسية مثل الحرص على إضافة الفواكه والخضروات الملونة إلى كل وجبة رئيسية أو خفيفة واستبدال الخبز الأبيض والمعكرونة المصنعة ببدائل من الحبوب الكاملة مثل خبز القمح الكامل أو الشوفان ويمكن إضافة المكسرات غير المملحة كاللوز والجوز والفستق إلى السلطات أو تناولها كوجبة خفيفة بين الوجبات الرئيسية كما ينصح بتخصيص يوم واحد في الأسبوع لتناول عشاء نباتي يعتمد على الفاصوليا كمصدر أساسي للبروتين بدلا من اللحوم ومن الضروري أيضا تقليل استهلاك السكر بشكل كبير عبر الحد من المشروبات الغازية والحلويات واعتبارها متعة عرضية وأخيرا حاول زيادة تناول الأسماك الدهنية كالسلمون والسردين لتعزيز محتوى أحماض أوميغا 3 الدهنية في نظامك الغذائي.