يشهد سوق الذهب العالمي حالة من الاستقرار الملحوظ قرب مستويات قياسية إذ تحافظ أسعار الأوقية على تمركزها بالقرب من عتبة أربعة آلاف دولار. ويأتي هذا الأداء القوي في ظل تزايد الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن وسط توترات اقتصادية وجيوسياسية متصاعدة عالمياً فضلاً عن التوقعات المتنامية بتخفيضات إضافية في أسعار الفائدة الأمريكية.
وتعززت مكاسب المعدن الثمين الذي يعد ملاذاً آمناً تقليدياً في أوقات الاضطرابات بعوامل عدة أبرزها عمليات الشراء المكثفة من قبل البنوك المركزية حول العالم وزيادة تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة. كما ساهم عدم اليقين الناجم عن الرسوم الجمركية في دفع المستثمرين نحو الذهب الذي ارتفع بنسبة تقارب 52% منذ بداية العام مسجلاً أداءً استثنائياً.
وعلى صعيد السياسة النقدية الأمريكية كشفت محاضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي لشهر سبتمبر الماضي اتفاق المسؤولين على أن المخاطر التي تواجه سوق العمل قد تبرر إجراء خفض جديد لمعدلات الفائدة. ورغم استمرار قلقهم بشأن مستويات التضخم المرتفعة كان البنك قد استأنف دورة خفض الفائدة في سبتمبر بخفض بلغ 25 نقطة أساس ويتوقع المتعاملون الآن تخفيضات مماثلة في أكتوبر وديسمبر باحتمالية تصل إلى 95% و82% على التوالي.
وفي تفاصيل تداولات اليوم الجمعة سجل الذهب في المعاملات الفورية استقراراً عند سعر 3974.99 دولاراً للأوقية متجهاً لتحقيق ثامن مكسب أسبوعي على التوالي بارتفاع قدره 2.2% خلال هذا الأسبوع. وفي الوقت نفسه صعدت العقود الآجلة الأمريكية للذهب تسليم شهر ديسمبر بنسبة 0.3% لتصل إلى 3985.8 دولاراً. وكان المعدن قد تجاوز حاجز 4000 دولار لأول مرة يوم الأربعاء الماضي حين بلغ سعره مستوى قياسياً عند 4059.05 دولاراً.
وفي سياق التوترات الجيوسياسية التي تدعم أسعار الملاذات الآمنة صادقت الحكومة الإسرائيلية على اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس. ومن شأن هذا الاتفاق أن يمهد لوقف العمليات القتالية في غزة خلال 24 ساعة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين خلال 72 ساعة وذلك على الرغم من استمرار الضربات الإسرائيلية على القطاع المحاصر.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى شهدت الفضة ارتفاعاً بنسبة 1.6% لتصل إلى 49.89 دولاراً للأوقية بعد أن كانت قد سجلت مستوى قياسياً في الجلسة السابقة عند 51.22 دولاراً. وفي المقابل تراجع البلاتين بنسبة 1.4% إلى 1596.0 دولاراً كما انخفض سعر البلاديوم بنسبة 2% مسجلاً 1386.24 دولاراً.
