يشكل الشهر الخامس من الحمل مرحلة محورية ومميزة في رحلة الأمومة حيث تبدأ الأعراض المزعجة للأشهر الأولى مثل الغثيان الصباحي والإرهاق الشديد في التلاشي تدريجيا مما يمنح العديد من النساء شعورا متجددا بالطاقة والراحة ولهذا السبب يطلق الكثيرون على هذه الفترة اسم الفترة الذهبية للحمل.
في المقابل يجب توخي الحذر وتجنب بعض الأطعمة التي قد تشكل خطرا على صحة الجنين مثل اللحوم والمأكولات البحرية النيئة أو غير المطهوة جيدا لاحتمالية احتوائها على بكتيريا ضارة وكذلك منتجات الألبان غير المبسترة والأسماك التي تحتوي على نسب عالية من الزئبق لأنها قد تؤثر سلبا على تطور الجهاز العصبي للجنين كما يعد الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب كميات وفيرة من الماء أمرا ضروريا لدعم وظائف الجسم المتزايدة والحفاظ على مستويات صحية من السائل الأمنيوسي.
يشهد الجنين خلال هذه الفترة نموا متسارعا إذ يتراوح طوله ما بين 8 إلى 10 بوصات ويزن حوالي 400 إلى 500 جرام مع نهاية الشهر كما يبدأ جلده في تكوين طبقات وتتطور لديه سمات فريدة مثل بصمات الأصابع وهي تفاصيل دقيقة تجعل هذه المرحلة مذهلة بالفعل.
تكتسب التغذية السليمة أهمية قصوى خلال هذه المرحلة لدعم هذا النمو السريع وللحفاظ على صحة الأم وينصح الخبراء بالتركيز على الأطعمة الغنية بالفولات مثل الخضروات الورقية والفاصوليا لمنع تشوهات الأنبوب العصبي ودعم النمو العام كما يعتبر البروتين الموجود في البيض واللحوم الخالية من الدهون والعدس عنصرا حيويا لتطور أنسجة الطفل وعضلاته وأعضائه بالإضافة إلى ضرورة الحصول على الكالسيوم وفيتامين د من منتجات الألبان لضمان قوة عظامه وأسنانه ولا يمكن إغفال الدهون الصحية الموجودة في الأفوكادو والمكسرات التي تدعم نمو الدماغ وتوفر طاقة أساسية.
أما على الصعيد الجسدي للأم يصبح بروز البطن أكثر وضوحا وتبدأ في الشعور بحركات طفلها الأولى بشكل محسوس وهي تجربة تعرف باسم التعجيل وتعد من أكثر اللحظات إثارة وإحساسا بالواقعية في علاقة الأم بطفلها ومع ذلك قد تظهر بعض التغيرات الجسدية الأخرى مثل علامات التمدد أو زيادة الحساسية للروائح أو الشعور بآلام عرضية في الظهر نتيجة تكيف الجسم مع نمو الجنين.
تعتبر هذه الفترة مزيجا فريدا من المشاعر حيث تتداخل فرحة الإحساس بركلات الجنين الخفيفة مع بعض المخاوف الطبيعية خاصة لدى الأمهات اللاتي يخضن التجربة للمرة الأولى ومن المهم إدراك أن هذا التناقض بين الإثارة والقلق هو جزء طبيعي من هذه الرحلة وكل خطوة جديدة تقرب الأم أكثر من لحظة احتضان مولودها.
