
يواجه العالم الطبي تحديا جديدا مع الاعتراف رسميا بنوع غير مألوف من مرض السكري أطلق عليه النوع الخامس والذي يرتبط بشكل مباشر بسوء التغذية المزمن. يتميز هذا النوع الذي أقره الاتحاد الدولي للسكري بخصائص فريدة تجعله مختلفا عن الأنواع الأخرى المعروفة مما يتطلب معايير خاصة للتشخيص والعلاج ويستدعي فهما أعمق لطبيعته المعقدة.
يجمع السكري من النوع الخامس في خصائصه بين النوعين الأول والثاني مما يسبب حيرة لدى الأطباء في التعامل معه. ويتعامل معه بعض الأطباء كأنه من النوع الأول لكن هذا قد يؤدي إلى هبوط حاد وخطير في السكر عند استخدام الأنسولين خاصة أن مستوى السكر لدى المريض يكون جيدا في معظم الأوقات مع ارتفاعات كبيرة تحدث على فترات متقطعة. بينما يعتبره آخرون نوعا ثانيا رغم ظهوره في سن مبكرة.
تظهر على المصابين بهذا النوع أعراض واضحة تشمل فقدان الوزن الملحوظ والشعور الدائم بالتعب والإرهاق مع زيادة التعرض للعدوى والعطش الشديد وكثرة التبول. ويركز العلاج بشكل أساسي على إعادة التأهيل الغذائي لتصحيح النقص الحاصل في العناصر الغذائية وتحسين وظيفة البنكرياس وقد يحتاج بعض المرضى إلى جرعات من الأنسولين ولكنها تكون محسوبة بدقة شديدة لتجنب أي هبوط مفاجئ في مستوى السكر.
يستهدف السكر الخامس غالبا الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مؤشر كتلة الجسم وتعرضوا لسوء تغذية لفترات طويلة منذ الصغر وحتى مرحلة البلوغ حيث يكون البنكرياس لديهم غير قادر على إنتاج كمية كافية من الأنسولين. ويعتمد تشخيصه على مجموعة من العوامل منها تاريخ المريض مع سوء التغذية وانخفاض مؤشر كتلة الجسم لديه وتشخيص الحالة قبل سن الثلاثين بالإضافة إلى تحاليل الدم المتخصصة.
يشكل مرض السكر بأنواعه المختلفة أزمة صحية عالمية حيث ينتشر بين الكبار والصغار على حد سواء ويعود ذلك لأسباب متعددة في مقدمتها الاعتماد المتزايد على الوجبات السريعة وإهمال تحضير الطعام الصحي في المنزل. وتتفاوت خطورة أنواعه فبعضها يمكن التعايش معه بأقل الأضرار عند الالتزام بالحفاظ على مستوى السكر في الدم.
يأتي هذا النوع الجديد ليضاف إلى قائمة أنواع السكري المعروفة سابقا والتي تشمل النوع الأول الذي يستهدف بشكل أساسي فئة الأطفال والشباب نتيجة عجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بسبب عامل وراثي أو مرض مناعي ذاتي ويحتاج المصاب به إلى الأنسولين مدى الحياة.
أما النوع الثاني فهو الأكثر انتشارا بين البالغين وقد يصيب الأطفال أيضا وسببه الرئيسي هو مقاومة الجسم للأنسولين نتيجة اتباع نظام غذائي غير صحي لسنوات طويلة وهو قابل للتحسن أو الشفاء عبر تغيير نمط الحياة. وهناك أيضا النوع الثالث الذي ينشأ بسبب التهاب مزمن أو سرطان في البنكرياس بالإضافة إلى النوع الرابع المعروف بسكري الحمل والذي يظهر لدى بعض النساء خلال فترة الحمل وقد يختفي بعد الولادة.