التصلب المتعدد لدى النساء.. علامات تحذيرية مبكرة ومختلفة لا يجب عليكِ تجاهلها

التصلب المتعدد لدى النساء.. علامات تحذيرية مبكرة ومختلفة لا يجب عليكِ تجاهلها
التصلب المتعدد لدى النساء.. علامات تحذيرية مبكرة ومختلفة لا يجب عليكِ تجاهلها

يُظهر التصلب المتعدد وهو مرض مناعي ذاتي يهاجم الدماغ والحبل الشوكي تفضيلا واضحا للإناث حيث تشير الإحصاءات إلى أن احتمالية إصابة النساء به تفوق الرجال بثلاثة أضعاف ورغم أن المرض يمكن أن يصيب أي شخص إلا أن التجربة النسائية معه تحمل تحديات وأعراضا فريدة ترتبط بتغيراتهن البيولوجية والهرمونية.

تتأثر أعراض التصلب المتعدد بشكل مباشر بالدورة الشهرية إذ تلاحظ العديد من النساء تفاقما مؤقتا في بعض المشكلات قبل يومين أو ثلاثة من بدء الدورة وتشمل هذه الزيادة في الأعراض صعوبات في التوازن وشعورا بالاكتئاب والإرهاق وضعفا في العضلات بالإضافة إلى عدم القدرة على تحمل الحرارة كما يعد الخلل الوظيفي الجنسي من الأعراض الشائعة جدا لدى النساء المصابات حيث يعاني ما يصل إلى 80 بالمئة منهن من مشكلات مثل فقدان الرغبة الجنسية وجفاف المهبل أو خدر في الأعضاء التناسلية وصعوبة الوصول للنشوة.

تمر النساء بمراحل حياتية فريدة تؤثر على مسار المرض فخلال فترة الحمل تشهد الكثيرات فترة هدوء نسبي لنشاط التصلب المتعدد حيث تنخفض معدلات الانتكاس تدريجيا مع تقدم أشهر الحمل لكن فترة ما بعد الولادة تحمل معها خطرا متزايدا لعودة نشاط المرض وبالمثل فإن مرحلة انقطاع الطمث تمثل تحديا آخر إذ يمكن لأعراضها مثل الضباب الدماغي والإرهاق ومشاكل النوم أن تتشابه وتتداخل مع أعراض التصلب المتعدد مما يجعل من الصعب التمييز بينهما وقد يتزامن هذا الوقت مع تراجع في القدرات البدنية والمعرفية.

يسعى الباحثون لفهم الأسباب الكامنة وراء ارتفاع معدلات الإصابة بالتصلب المتعدد لدى النساء وتشير الأدلة إلى أن الهرمونات الجنسية مثل الإستروجين والبروجستيرون قد تلعب دورا في حماية الجهاز المناعي والخلايا العصبية مما يؤثر على تطور المرض وتقدمه ورغم أن هذه الهرمونات موجودة لدى الرجال أيضا إلا أن تأثيرها وتنظيمها في صحة المرأة الإنجابية يجعلها محط اهتمام رئيسي في هذا السياق.

توجد عوامل أخرى تساهم في زيادة احتمالية إصابة النساء بالمرض فمن الناحية المناعية تكون أجسامهن أكثر عرضة بشكل عام للإصابة بأمراض المناعة الذاتية بسبب اختلافات جوهرية في استجابتهن المناعية كما تلعب الوراثة دورا مهما حيث يرتبط جين معين يعرف باسم HLA-DR15 بقوة بالمرض وتكون النساء أكثر عرضة لحمل هذا الجين.

تساهم عوامل نمط الحياة والبيئة أيضا في زيادة المخاطر فالصلة بين السمنة والالتهاب المزمن معروفة وتشير الدراسات إلى أن السمنة في مرحلة الطفولة قد تكون مرتبطة بتطور التصلب المتعدد لاحقا خاصة لدى الإناث كذلك قد يلعب نقص فيتامين د دورا في اضطرابات المناعة الذاتية وقد وجدت مراجعة بحثية أن النساء اللاتي يحصلن على مستويات عالية من فيتامين د في نظامهن الغذائي كن أقل عرضة للإصابة بالمرض بنسبة تصل إلى 33 بالمئة.