التوت كنز صحي يضبط سكر الدم ويحمي القلب من الأمراض المفاجئة

التوت كنز صحي يضبط سكر الدم ويحمي القلب من الأمراض المفاجئة
التوت كنز صحي يضبط سكر الدم ويحمي القلب من الأمراض المفاجئة

بعيداً عن كونه مجرد فاكهة شهية تتميز بمذاقها الذي يجمع بين الحلاوة والحموضة وقوامها الطري فإن التوت بألوانه المتعددة التي تتجاوز الأحمر المألوف لتشمل البنفسجي والذهبي والأسود يمثل كنزاً غذائياً حقيقياً إذ يصنفه خبراء التغذية ضمن فئة الأطعمة الخارقة نظراً لغناه بالعناصر الغذائية التي تقدم فوائد صحية جمة عند إدراجه ضمن نظام غذائي متوازن.

يحتوي كوب واحد من التوت على قيمة غذائية مكثفة مقابل عدد قليل جداً من السعرات الحرارية لا يتجاوز 64 سعرة حرارية فهو مصدر ممتاز للألياف الغذائية إذ يوفر حوالي 8 جرامات أي ما يعادل 29% من القيمة اليومية الموصى بها كما أنه غني بالفيتامينات والمعادن الأساسية حيث يقدم 32 ملليجراماً من فيتامين سي وهو ما يغطي 36% من الحاجة اليومية بالإضافة إلى 0.8 ملليجرام من المنجنيز الذي يشكل 35% من الاحتياج اليومي وفي المقابل يكاد يكون خالياً من الدهون بأقل من جرام واحد وخالياً تماماً من الكوليسترول والصوديوم مما يجعله خياراً مثالياً للصحة.

تكمن إحدى أبرز مزايا التوت في محتواه العالي من مضادات الأكسدة التي تشكل خط دفاع قوي في الجسم ضد الجذور الحرة وهي جزيئات غير مستقرة تدمر الخلايا وتتسبب في الإجهاد التأكسدي الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالالتهابات والشيخوخة المبكرة والإصابة بالأمراض المزمنة كما أن المركبات النباتية التي يحتويها وتعرف بالبوليفينولات وعلى رأسها الأنثوسيانين الذي يمنحه لونه الداكن والإيلاجيتانينات المتوفرة بكثرة في التوت الأسود تعمل على تقليل الالتهاب المزمن وبالتالي حماية الخلايا على المدى الطويل.

يعد التوت حليفاً قوياً للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية فمضادات الأكسدة القوية فيه مثل فيتامين سي والأنثوسيانين تساعد على حماية القلب من خلال خفض مستويات الكوليسترول الضار وضغط الدم بالإضافة إلى دورها في منع تراكم الترسبات الدهنية في الشرايين وهو ما يعرف بتصلب الشرايين ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

بفضل محتواه الغني بالألياف ومنسوب السكر المنخفض يتمتع التوت بمؤشر جلايسيمي منخفض وهذا يعني أنه لا يسبب ارتفاعات حادة ومفاجئة في مستويات سكر الدم بعد تناوله فالأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض يتم هضمها ببطء مما يعزز الشعور بالشبع لفترة أطول ويحافظ على استقرار الطاقة وسكر الدم كما تشير أبحاث إلى أن مركبات الأنثوسيانين قد تحسن من استجابة الجسم للأنسولين مما قد يساعد في الوقاية من مرض السكري أو إدارته بشكل أفضل.

لا تقتصر فوائد التوت على الجسم فقط بل تمتد لتشمل الدماغ أيضاً حيث إن الخلايا العصبية حساسة بشكل خاص للالتهاب والإجهاد التأكسدي وهما عمليتان ترتبطان بالاضطرابات العصبية مثل الزهايمر وباركنسون وقد أظهرت دراسات أن المركبات الموجودة في التوت مثل الأنثوسيانين وحمض الإيلاجيك قد تساهم في حماية صحة الدماغ وتعزيز الوظائف الإدراكية خصوصاً مع التقدم في العمر.

تظهر بعض الأبحاث العلمية المبكرة نتائج واعدة حول دور محتمل للتوت الأسود في إبطاء نمو بعض أنواع الخلايا السرطانية مثل سرطان القولون والمستقيم حيث لوحظ في إحدى الدراسات أن تناول مسحوق التوت الأسود المجفف أدى إلى تباطؤ نمو الخلايا السرطانية وزيادة موتها المبرمج وتقليل تكوين أوعية دموية جديدة تغذي الأورام ورغم أن هذه الأبحاث لا تزال في مراحلها الأولى إلا أنها تؤكد أهمية تناول الأطعمة النباتية لتقليل خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام.

تتعدد طرق إدراج التوت في النظام الغذائي اليومي وهو متوفر على مدار العام سواء كان طازجاً أو مجمداً الذي يحتفظ بقيمته الغذائية كاملة ولتحقيق أقصى استفادة يفضل تناوله نيئاً دون أي سكر مضاف حيث يمكن إضافته إلى العصائر والسموذي أو تزيين أطباق الشوفان وحبوب الإفطار الصحية به كما أنه يضيف نكهة مميزة للزبادي والسلطات المختلفة ويمكن استخدامه كبديل صحي للمربى في السندويشات أو كإضافة شهية لفطائر القمح الكامل.

إلى جانب ثماره استخدم الإنسان نبات التوت منذ قرون في علاجات تقليدية متنوعة فمن أوراقه يصنع شاي يعتقد أنه يدعم الدورة الشهرية الصحية ويساعد في التحكم بمستويات السكر في الدم بعد الوجبات كما يستخرج من بذوره زيت اكتسب شعبية في عالم العناية بالبشرة لغناه بفيتاميني أ وهـ والأحماض الدهنية الأساسية مما يجعله مرطباً فعالاً قد يساعد في تهدئة تهيج الجلد.