خمول الغدة الدرقية: علامات تحذيرية صامتة تظهر بجسدك قد تتجاهلينها فانتبهي فوراً

خمول الغدة الدرقية: علامات تحذيرية صامتة تظهر بجسدك قد تتجاهلينها فانتبهي فوراً
خمول الغدة الدرقية: علامات تحذيرية صامتة تظهر بجسدك قد تتجاهلينها فانتبهي فوراً

يبرز قصور الغدة الدرقية كواحد من أبرز الاضطرابات الشائعة التي تصيب الغدد الصماء على مستوى العالم ويؤثر بشكل مباشر على جودة حياة الملايين. هذه الحالة الصحية تحدث حينما تعجز الغدة عن إفراز كميات كافية من الهرمونات الحيوية الضرورية لتنظيم عمليات الأيض وإنتاج الطاقة بالجسم مما يسبب تباطؤا عاما في وظائف الجسم المختلفة.

تتنوع المسببات التي تقف وراء الإصابة بخمول الغدة الدرقية ويأتي في مقدمتها التهاب الغدة المناعي الذاتي المعروف بمرض هاشيموتو وهو السبب الأكثر انتشارا. وقد ينجم الخمول أيضا عن عوامل أخرى مثل التدخلات الجراحية التي تتضمن استئصال الغدة كليا أو جزئيا أو تعرضها للتلف. كما أن العلاج الإشعاعي الموجه لمنطقة الرأس والرقبة قد يؤدي إلى تراجع نشاطها.

ويشير الأطباء إلى أن الأعراض الأولية لخمول الغدة الدرقية قد تكون غير واضحة أو خفية في بدايتها لكنها تتطور تدريجيا لتؤثر على الوزن والمزاج العام بالإضافة إلى صحة الجلد والشعر. وتتضمن العلامات الجسدية والنفسية الشعور بالإرهاق الدائم والتعب الشديد حتى بعد الحصول على قسط وافر من الراحة وملاحظة زيادة غير مبررة في الوزن لا ترتبط بتغير في العادات الغذائية.

من العلامات الأخرى التي يجب الانتباه إليها حساسية مفرطة تجاه الطقس البارد والشعور ببرودة في الأطراف بشكل مستمر. كما يعاني المصابون غالبا من الإمساك المزمن ومشاكل في الجهاز الهضمي إلى جانب جفاف ملحوظ في البشرة والشعر مع زيادة في معدل تساقطه وخشونة في ملمسهما.

تتوسع قائمة الأعراض لتشمل تغيرا في نبرة الصوت نحو الخشونة أو ظهور تورم بسيط في منطقة الرقبة. ويمكن ملاحظة بطء في معدل ضربات القلب وشعور عام بالضعف في العضلات والمفاصل. وفي الحالات المتقدمة قد يظهر تورم في الوجه أو القدمين. أما لدى النساء فقد يتسبب القصور في اضطرابات بالدورة الشهرية.

على الصعيد الذهني والنفسي يعاني المصابون من ضعف في الذاكرة وصعوبات في التركيز وقد تصل الأعراض إلى حد الإصابة بالاكتئاب. وتختلف الأعراض لدى فئة الأطفال حيث يمكن أن تظهر على شكل تأخر في مراحل النمو أو التسنين أو حتى البلوغ بينما يعاني الرضع المصابون من اليرقان وضعف الشهية وانتفاخ البطن.

تشمل الأسباب المحتملة الأخرى نقص عنصر اليود في النظام الغذائي وهو مكون أساسي لتصنيع هرموني T3 و T4. كذلك قد يتسبب تناول أنواع معينة من الأدوية مثل الليثيوم وبعض أدوية القلب في إضعاف وظيفة الغدة. كما أن وجود خلل في عمل الغدة النخامية أو منطقة تحت المهاد بالدماغ قد يمنع إرسال الإشارات المحفزة للغدة الدرقية.

تؤثر التغيرات الهرمونية المرتبطة بفترة الحمل وما بعد الولادة أحيانا على نشاط الغدة مسببة حالة تعرف بالتهاب ما بعد الولادة. وفي بعض الحالات قد تحدث التهابات مؤقتة في الغدة الدرقية نفسها تؤدي في البداية إلى تسرب الهرمونات ثم يليها مرحلة من الخمول.

ويشدد الخبراء في المجال الطبي على أهمية التوجه للفحص السريري عند ملاحظة هذه الأعراض حيث يمكن تشخيص الحالة بسهولة عبر فحص دم بسيط يقيس مستويات هرمون TSH وهرمون T4. ويؤكدون أن العلاج الهرموني التعويضي يتمتع بفعالية عالية في استعادة التوازن بالجسم شرط الالتزام الدقيق بالجرعات التي يحددها الطبيب المختص.