
تمثل الرؤوس السوداء مصدر إزعاج وقلق للكثيرين من مختلف الفئات العمرية حيث تؤثر على صفاء البشرة ومظهرها الصحي. إن السعي للتخلص من هذه المشكلة الجلدية الشائعة يتطلب فهما عميقا لأسبابها والطرق الصحيحة لمعالجتها إذ إن التعامل الخاطئ معها قد يؤدي إلى تفاقم الوضع وتهيج الجلد.
للحفاظ على بشرة نقية والوقاية من ظهور الرؤوس السوداء مجددا ينصح الخبراء بتبني عادات صحية للعناية بالبشرة. من أهم هذه العادات هو تجنب لمس الوجه أو محاولة إزالة البثور والرؤوس السوداء يدويا فالأيدي تحمل البكتيريا والزيوت ونقلها إلى الوجه قد يفاقم الالتهابات ويؤدي إلى مشكلات أكثر تعقيدا مثل فرط التصبغ أو حتى التسبب في ندبات دائمة. كما أن استخدام واق شمسي بمعامل حماية لا يقل عن 30 يعد ضروريا لأن التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يزيد من التهاب البشرة ويحفز الغدد الدهنية على إنتاج المزيد من الزيوت.
عند اختيار مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة يجب البحث عن المنتجات المصممة خصيصا لعدم سد المسام وهي التي تحمل علامة غير مسببة للانسداد أو Noncomedogenic. هذا الاختيار البسيط يمكن أن يقلل بشكل كبير من فرص تكون الرؤوس السوداء. وفيما يتعلق بالحلول السريعة مثل شرائط المسام اللاصقة أو بعض أقنعة الوجه فهي قد تعطي شعورا مؤقتا بالرضا والنظافة لكنها غالبا لا تعالج السبب الجذري للمشكلة الجلدية.
يأتي حمض الساليسيليك في مقدمة العلاجات الفعالة للتخلص من الرؤوس السوداء حيث يوصى باستعمال غسول يومي يحتوي عليه. تتوفر أيضا ضمادات ومنظفات طبية غنية بهذا الحمض. ينصح بالبدء بتركيز يتراوح بين 2% و4% ومراقبة رد فعل البشرة لتعديل الجرعة إذا لزم الأمر فإذا لوحظ جفاف بالجلد يفضل تقليل نسبة التركيز.
تعتبر أحماض ألفا وبيتا هيدروكسي من الخيارات الممتازة أيضا وتضم هذه المجموعة مركبات مفيدة مثل حمض اللاكتيك وحمض الستريك. يعد استخدام غسول يحتوي على حمض الجليكوليك بتركيز 10% فعالا للغاية حيث يعمل كمقشر قوي يزيل الطبقة السطحية من خلايا الجلد الميتة مما يساعد على تنظيف المسام والتخلص من الرؤوس السوداء المزعجة.
للحالات الأكثر تقدما يمكن اللجوء إلى الرتينويدات التي تتوفر بوصفة طبية أو بدونها مثل منتجات الأدابالين. تعمل هذه المركبات على تنظيم عملية تجدد خلايا الجلد ومنع تراكم الخلايا الميتة داخل المسام كما تساهم في منع انتشار البثور وتقليل احتمالية تكون ندبات حب الشباب. يمكن تحقيق نتائج أفضل عبر دمج العلاجات كاستخدام غسول حمض الساليسيليك صباحا وتطبيق الرتينويد مساء.
للأشخاص ذوي البشرة الحساسة يعتبر حمض الأزيليك بديلا لطيفا وهو حمض مشتق من مصادر طبيعية. يساعد هذا الحمض على تنظيف المسام وتخفيف الالتهاب ورغم أنه قد يكون أقل فعالية من حمض الساليسيليك أو الرتينويدات إلا أنه خيار جيد لمن لا تتحمل بشرتهم المكونات الأقوى.
التقشير خطوة أساسية في أي روتين للعناية بالبشرة لكن الإفراط فيه قد يأتي بنتائج عكسية. يجب ألا يزيد معدل تقشير الوجه عن مرتين أسبوعيا لأن التقشير المفرط يجرد البشرة من زيوتها الطبيعية ويؤدي إلى جفافها وهذا الجفاف يدفع الجلد لإنتاج كمية أكبر من الزيوت لتعويض النقص مما يخلق بيئة مثالية لظهور المزيد من الرؤوس السوداء.
في بعض الحالات قد يقترح طبيب الجلدية اللجوء إلى التقشير الكيميائي كحل احترافي. يستخدم هذا الإجراء محلولا كيميائيا لإزالة الطبقات الخارجية المتضررة من الجلد مما يحسن ملمس البشرة ونعومتها. قد يصاحب هذا العلاج بعض الأعراض المؤقتة خلال اليومين الأولين مثل الاحمرار أو الشعور بالوخز والتورم وتختلف حدتها باختلاف عمق التقشير.