انخفاض ضغط الدم المفاجئ: نصائح الأطباء للتعامل الفوري معه في المنزل

انخفاض ضغط الدم المفاجئ: نصائح الأطباء للتعامل الفوري معه في المنزل
انخفاض ضغط الدم المفاجئ: نصائح الأطباء للتعامل الفوري معه في المنزل

في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار غالبا نحو مخاطر ارتفاع ضغط الدم يغفل الكثيرون عن أن انخفاضه قد يشكل تهديدا صحيا لا يقل خطورة خصوصا عند حدوثه بشكل مفاجئ. هذا الهبوط الحاد في ضغط الدم قد يكون مؤشرا على مشكلة تستدعي الانتباه الفوري والتعامل السريع لتجنب مضاعفات خطيرة.

يُصنف ضغط الدم بأنه منخفض عندما تصل قراءاته إلى 90/60 ملليمتر زئبقي أو أقل مقارنة بالمعدل المثالي الذي يقارب 120/80 ملليمتر زئبقي. وعندما يهبط الضغط فجأة تظهر مجموعة من الأعراض التحذيرية المتشابهة لدى معظم الأشخاص حيث قد يشعر المرء بالدوار أو خفة الرأس وربما التشوش الذهني وتغيرات في الرؤية ويلاحظ برودة ورطوبة في جلده مع بداية تعرق غزير أو الإحساس بحرارة مفرطة. وقد يصاحب ذلك شعور بالغثيان قد يتطور إلى تقيؤ وسماع طنين في الأذنين والإصابة بالصداع والشعور بالتوتر والقلق.

في مواجهة هذه الأعراض يمكن اتخاذ خطوات فورية وسريعة للمساعدة في إعادة ضغط الدم إلى مستواه الطبيعي. أولى هذه الخطوات وأكثرها فعالية هي الاستلقاء فورا فهذا الوضع يقلل من مقاومة الأوعية الدموية للجاذبية مما يساهم في زيادة ضغط الدم بشكل شبه فوري. ويعتبر الإغماء الذي قد يحدث نتيجة الانخفاض الشديد بمثابة آلية دفاعية من الجسم لإجبار الشخص على اتخاذ الوضع الأفقي. لذا فإن الانتقال من الوقوف إلى الجلوس ثم الاستلقاء لا يرفع الضغط فحسب بل يقلل أيضا من خطر السقوط والتعرض للإصابات.

تفعيل عضلات الجسم هو إجراء آخر يمكنه المساعدة حيث إن انقباض العضلات يضغط على الأوردة ويدفع الدم نحو الأعلى. يمكن تحقيق ذلك عبر طرق بسيطة مثل تشبيك الساقين والضغط بقوة على عضلات الساقين والبطن أو قبض اليدين بإحكام لأطول فترة ممكنة أو تشبيك أصابع اليدين وسحب الذراعين بعيدا عن بعضهما بقوة. كما أن ارتداء الملابس الضاغطة مثل الجوارب الطبية يمكن أن يحسن الدورة الدموية بشكل ملحوظ ويمنع تجمع الدم في الجزء السفلي من الجسم مما يضمن عودة كمية أكبر من الدم إلى القلب.

يلعب الترطيب دورا محوريا لأن الدم يتكون في معظمه من الماء ونقص السوائل في الجسم يؤدي إلى انخفاض حجم الدم وبالتالي انخفاض الضغط. لذلك فإن شرب كمية كافية من السوائل خاصة الماء يساعد على زيادة حجم الدم وتحسين الدورة الدموية. وقد يكون لفنجان من القهوة تأثير منشط بفضل الكافيين الذي يمكن أن يرفع ضغط الدم مؤقتا ولكن تأثيره يختلف من شخص لآخر ويعتمد على مدى اعتياد الجسم عليه.

الحرارة المرتفعة تؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية مما يبطئ الدورة الدموية ويسهل سحب الجاذبية للدم بعيدا عن الدماغ لذلك فإن تبريد الجسم بالانتقال إلى مكان أبرد أو استخدام كمادات باردة قد يساعد في إعادة الأوعية الدموية إلى وضعها الطبيعي. وفي حالات الانخفاض المرتبط بالتوتر الشديد أو الصدمة العاطفية والتي تعرف بالإغماء الموقفي فإن الجلوس أو الاستلقاء مع ممارسة تمارين التنفس العميق يساعد على تهدئة الجسم وإعادة استقراره.

قد تكون العواقب المترتبة على انخفاض ضغط الدم المزمن والشديد وخيمة وقد تصل إلى حد تهديد الحياة. فالانخفاض الحاد يقلل من كمية الدم الواصلة إلى الأعضاء الحيوية وإذا حرمت هذه الأعضاء من الأكسجين لفترة طويلة فقد يدخل الجسم في حالة صدمة. وبينما لا يشكل الانخفاض العرضي مشكلة كبيرة يجب التعامل مع أي هبوط حاد ومفاجئ كحالة طوارئ طبية خصوصا إذا كان مصحوبا بفقدان للوعي أو برودة ورطوبة في الجلد أو شحوب شديد يميل إلى الزرقة مع نبض سريع وضعيف وتنفس سريع وسطحي.