
أكد المحلل السياسي الكويتي فهد الشليمي أن الجهود الدبلوماسية لدول عربية محورية كانت العامل الحاسم في إيقاف الحرب الدائرة في غزة ونجحت في منع تنفيذ مخطط واسع النطاق كان يهدف إلى تهجير الفلسطينيين بشكل جماعي من القطاع وهو ما شكل نقطة تحول في مسار الأزمة.
وأوضح الشليمي أن الفضل في إحباط مخطط التهجير يعود بشكل أساسي إلى ثلاث دول عربية حيث قادت المملكة العربية السعودية تحركا دوليا واسع النطاق داخل أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة مما خلق زخما عالميا رافضا للفكرة كما لعبت مصر دورا ميدانيا حاسما عبر إبقاء حدودها مغلقة أمام أي محاولة للنزوح الجماعي بينما شكل الأردن جبهة دعم قوية لهذا الموقف العربي الموحد.
وفي تحليله للمشهد السياسي شدد الشليمي على أن التحرك الذي قادته السعودية ضمن المجموعة العربية هو الذي حرك العالم بأسره وأثر بشكل مباشر على مواقف القوى الكبرى ودفع الإدارة الأمريكية السابقة في عهد الرئيس ترامب إلى التراجع عن دعمها لفكرة التهجير بعد أن وجدت نفسها في موقف محرج أمام المجتمع الدولي.
واعتبر الشليمي أن هذه الجهود الدبلوماسية المكثفة والضغوط التي مورست في مجلس الأمن وغيره من المحافل الدولية هي التي أجبرت ترامب في النهاية على ممارسة ضغوط مقابلة على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لوقف التصعيد العسكري على الأرض ولولا هذا التعامل الدبلوماسي لكانت الأمور قد سارت في اتجاه مختلف تماما.
وفي سياق متصل أشار المحلل الكويتي إلى التكلفة الباهظة للحرب التي اندلعت عقب هجوم السابع من أكتوبر موضحا أن الهجوم الذي استغرق نحو أربعين دقيقة فقط تسبب في حرب مدمرة قد تحتاج إلى سنوات طويلة لوقف تداعياتها بشكل كامل حيث خلفت ما يقارب مئتين وثلاثين ألف شخص بين قتيل وجريح ومفقود ومعاق فضلا عن خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات.
ولفت الشليمي إلى أنه على الرغم من استمرار وجود بعض التعقيدات في المفاوضات فإن هناك اتفاقا مبدئيا على ضرورة إنهاء الحرب بشكل كامل وتثبيت وقف إطلاق النار ويتضمن هذا الاتفاق انسحاب بعض القوات من مناطق معينة بالإضافة إلى نشر قوات فصل دولية بمشاركة دول مثل مصر وتركيا وقطر والولايات المتحدة لضمان عدم تجدد القتال.