
أكدت خبيرة تغذية علاجية أن الاعتقاد السائد بأن فنجان القهوة هو المنبه الوحيد القادر على بدء اليوم بنشاط وحيوية ليس دقيقا فهناك مجموعة متنوعة من الأطعمة والمشروبات الطبيعية التي تمنح الجسم دفعة طاقة صباحية بطريقة صحية ومستدامة على المدى الطويل دون الحاجة إلى الكافيين.
أوضحت الدكتورة مروة كمال أن الكافيين قد يكون حلا سريعا للكثيرين لكنه ليس الخيار الوحيد خصوصا للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في النوم أو القلق أو مشكلات في المعدة. وأشارت إلى أن الغذاء الصحي والمتوازن يمكن أن يكون مصدرا طبيعيا للطاقة المستقرة التي تدعم الجسم والعقل طوال اليوم دون الآثار الجانبية للمنبهات القوية.
يعتبر البيض أحد أفضل الخيارات لوجبة الإفطار لأنه غني بالبروتين الذي يمنح شعورا بالشبع لفترة طويلة ويحافظ على استقرار مستويات السكر في الدم وهذا يعني طاقة متواصلة لساعات. سواء تم تناوله مسلوقا أو مقليا بزيت الزيتون أو مع الخضروات الطازجة فإنه يمنح إحساسا بالقوة ويعزز الوضوح الذهني.
يأتي الشوفان كوقود صباحي مثالي للجسم لأنه يحتوي على كربوهيدرات معقدة وألياف قابلة للذوبان يتم هضمها ببطء مما يضمن إمداد الجسم بالطاقة بشكل ثابت ومستمر. يمكن تناوله مع الحليب أو الزبادي وإضافة العسل والمكسرات أو شرائح الموز لوجبة مشبعة تمنع الشعور بالخمول الذي قد يتبع تناول الحلويات. ولتسهيل الأمر يمكن تحضير الشوفان الليلي مسبقا ليكون جاهزا في الصباح.
بالنسبة للفواكه يعد التفاح خيارا ممتازا لبدء اليوم بيقظة حيث يحتوي على سكريات طبيعية وألياف تهضم ببطء كما أن عملية مضغ التفاح نفسها تنشط الجهاز العصبي وتزيد من تدفق الدم مما يمنح شعورا باليقظة يشبه تأثير القهوة. ولزيادة الفائدة يمكن رش القليل من القرفة على شرائح التفاح لتنشيط الدورة الدموية وتحسين التركيز.
أما الموز فيوصف بأنه مشروب الطاقة الطبيعي لاحتوائه على ثلاثة أنواع من السكريات الطبيعية هي الجلوكوز والفركتوز والسكروز بالإضافة إلى البوتاسيوم الذي ينشط العضلات والمخ. تناول موزة واحدة في الصباح يمنح دفعة نشاط فورية دون التسبب في توتر أو تسارع في ضربات القلب. ويمكن مزجه مع زبدة الفول السوداني للحصول على طاقة وبروتين معا.
تعتبر المكسرات مثل اللوز والجوز والكاجو مصدرا مركزا للطاقة فهي غنية بالدهون الصحية والبروتينات والمغنيسيوم وهو معدن أساسي يساعد الجسم على تحويل الغذاء إلى طاقة ويقلل من الإحساس بالإجهاد. تناول حفنة صغيرة من المكسرات غير المملحة في الصباح يمنح طاقة ذهنية مستقرة تعوض عن الحاجة للكافيين.
من المشروبات التي تنعش الجسم صباحا كوب من الماء الدافئ مع عصير الليمون على معدة فارغة. هذا المشروب ينشط الجهاز الهضمي ويساعد على طرد السموم ويحفز الدورة الدموية كما أن رائحة الليمون وحدها تساهم في تحسين المزاج وزيادة الانتباه ويمكن إضافة العسل لتعزيز المذاق والطاقة.
قد تكون البطاطا الحلوة خيارا غير تقليدي في الصباح لكنها مصدر رائع للطاقة المستمرة بفضل غناها بالكربوهيدرات المعقدة والألياف وفيتامين B6 الذي يلعب دورا في تحويل الطعام إلى طاقة. يمكن شويها في المساء وتناولها في الصباح مع القرفة أو العسل لتبقى نشيطا حتى منتصف اليوم.
لمن لا يستطيعون الاستغناء عن المشروبات الدافئة يعد الشاي الأخضر أو الماتشا بدائل ذكية. يحتوي كلاهما على كمية معتدلة من الكافيين مع مركب الثيانين المضاد للأكسدة الذي يمنح طاقة هادئة ومستمرة دون الشعور بالتوتر. الماتشا بشكل خاص تعزز التركيز وتحسن المزاج.
تعتبر العصائر الخضراء مثل عصير السبانخ مع التفاح الأخضر والزنجبيل أو الخيار والليمون وسيلة مثالية لتجديد الطاقة. هذه المشروبات غنية بالحديد والكلوروفيل والفيتامينات التي تنشط خلايا الجسم وتحسن وصول الأكسجين إلى الدم كما أن الزنجبيل يحفز الدورة الدموية ويزيد الانتباه.
يمكن لقطعة صغيرة من الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على نسبة كاكاو 70% أو أكثر أن ترفع من طاقتك وتحسن مزاجك لاحتوائها على مركب الثيوبرومين الذي ينشط الجسم بطريقة ألطف من الكافيين. تناولها مع الإفطار يمنح دفعة من السعادة والتركيز.
قدمت كمال نصائح خاصة للسيدات اللاتي يبدأن يومهن في عجلة بين مسؤولياتهن المختلفة مؤكدة أن الطاقة الحقيقية لا تأتي فقط من المنبهات بل من الاهتمام بالجسد والروح. نصحت بضرورة بدء اليوم بوجبة مغذية وشرب الماء بهدوء واستنشاق هواء نقي قبل الانغماس في الضغوط اليومية. هذه اللحظات الصغيرة تمنح صفاء ذهنيا وهدوءا يترجم إلى طاقة حقيقية وقدرة على العطاء. فالطاقة الداخلية المستدامة تأتي من عيش الصباح بوعي واهتمام بالذات.