مع تبدل الفصول وانخفاض درجات الحرارة تدريجياً يتجه الكثيرون للبحث عن وجبات تمنح الدفء وتغذي الجسم دون أن تكون ثقيلة على المعدة. وتعد شوربة العدس بالخضار خياراً مثالياً يجمع بين القيمة الغذائية العالية والمذاق الغني ما يجعلها طبقاً رئيسياً لا غنى عنه في هذه الأوقات.
تعتبر شوربة العدس بالخضروات وجبة متكاملة بحد ذاتها فهي ليست مجرد طبق لذيذ بل كنز من الفوائد الصحية. العدس يمثل مصدراً ممتازاً للبروتين النباتي والألياف الغذائية التي تعزز الإحساس بالشبع لفترات طويلة بينما توفر الخضراوات تشكيلة واسعة من الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الجسم مثل فيتامين A وC بالإضافة إلى البوتاسيوم. كما أن إضافة بهارات مثل الكمون والكركم تساهم في تحسين عملية الهضم وتقوية جهاز المناعة ويضيف زيت الزيتون دهوناً صحية مفيدة لصحة القلب.
لإعداد طبق شهي ومبتكر من شوربة العدس بالخضار ستحتاج إلى تجهيز المكونات التالية كوب ونصف من العدس الأصفر بعد غسله وتصفيته جيداً وبصلة متوسطة الحجم مفرومة فرماً ناعماً وحبتان من الجزر مقطعتان إلى مكعبات صغيرة. يضاف إلى ذلك حبة بطاطس صغيرة وحبة كوسة مقشرة ومقطعة مع نصف كوب من كل من الكرفس المفروم والكرّاث أو البصل الأخضر لإضفاء نكهة مميزة. وتكتمل قائمة المكونات بحبة طماطم كبيرة مبشورة وفصين من الثوم المهروس وثلاث ملاعق من زيت الزيتون أو الزبدة الخفيفة وستة أكواب من الماء أو مرق الخضار. أما للتتبيل فستحتاج إلى ملعقة صغيرة من الكمون ونصف ملعقة صغيرة من الكركم مع الملح والفلفل الأسود حسب الذوق.
تبدأ خطوات الإعداد بتسخين زيت الزيتون أو الزبدة في قدر عميق على نار متوسطة. يضاف إليه البصل المفروم مع التقليب المستمر حتى يذبل ويكتسب لوناً ذهبياً شفافاً ثم يضاف الثوم المهروس ويقلب لمدة دقيقة واحدة حتى تنتشر رائحته العطرية. بعد ذلك يضاف العدس الأصفر المغسول إلى القدر ويقلب قليلاً مع البصل والثوم ثم تضاف الخضراوات المقطعة من جزر وبطاطس وكوسة وكرفس بالإضافة إلى الطماطم المبشورة.
بعد تقليب جميع المكونات معاً بشكل جيد حتى تتجانس النكهات يصب الماء أو المرق الساخن فوقها. تضاف البهارات من كمون وكركم وملح وفلفل أسود ويترك الخليط ليغلي على نار متوسطة. بمجرد أن يبدأ بالغليان تخفف النار ويغطى القدر ويترك لينضج لمدة تتراوح بين 25 و30 دقيقة أو حتى تتأكد من أن جميع الخضراوات والعدس أصبحت طرية تماماً.
يكمن السر في الحصول على قوام فريد ومميز لهذه الشوربة في الخطوة التالية. بعد تمام النضج يؤخذ نصف كمية الشوربة ويوضع في الخلاط الكهربائي أو يستخدم الخلاط اليدوي لهرسها حتى تتحول إلى مزيج ناعم وكريمي. يعاد هذا المزيج المخفوق إلى القدر ليختلط مع النصف المتبقي من الشوربة الذي لا يزال يحتوي على قطع الخضار. هذه الطريقة تمنح الطبق قواماً غنياً يجمع بين نعومة الشوربة المهروسة ومتعة وجود قطع الخضار الكاملة.
قبل التقديم مباشرة وبعد إطفاء النار يضاف عصير نصف ليمونة لإعطاء الشوربة نكهة منعشة وحمضية تبرز مذاق المكونات. يزين سطح الطبق بالقليل من البقدونس المفروم لإضافة لمسة من اللون والنكهة الطازجة.
لإضافة المزيد من القيمة الغذائية والشبع يمكن تقديم الطبق مع شرائح الخبز المحمص أو الخبز الأسمر. ولعشاق النكهات الغنية يمكن إضافة رشة من البابريكا المدخنة أو الشطة حسب الرغبة. كما يمكن تحويل الوصفة إلى طبق نباتي بالكامل عبر استخدام مرق الخضار بدلاً من أي نوع آخر من المرق. ولزيادة محتوى البروتين والألياف يمكن إضافة حفنة من الشوفان أو الكينوا أثناء عملية الطهي. هذا الطبق متعدد الاستخدامات فيمكن تناوله كوجبة فطور مشبعة في عطلة نهاية الأسبوع أو كغداء صحي سريع أو حتى كعشاء خفيف ومغذ.
