شهدت الأسواق العالمية حالة من عدم اليقين دفعت أسعار الذهب إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة ويأتي ذلك على خلفية تفاقم أزمة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة الأمريكية والذي يعد الأول من نوعه منذ حوالي سبع سنوات ما دفع المستثمرين للجوء إلى الملاذات الآمنة وعلى رأسها المعدن الأصفر.
وعلى الصعيد المحلي انعكست هذه التطورات العالمية بشكل مباشر على أسعار الذهب في مصر خلال تعاملات اليوم السبت 11 أكتوبر 2025 حيث سجلت قفزة مفاجئة وغير متوقعة بقيمة 45 جنيها في الجرام الواحد لمختلف الأعيرة ليصل سعر جرام الذهب من عيار 21 الأكثر تداولا في الأسواق المصرية إلى 5395 جنيها.
ووفقا للأسعار الجديدة بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 وهو الأعلى نقاء 6166 جنيها بينما سجل سعر جرام الذهب من عيار 18 قيمة 4624 جنيها كما ارتفع سعر الجنيه الذهب ليسجل 43160 جنيها.
وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد اتخذ قرارا بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لتستقر ضمن نطاق يتراوح بين 4% و4.25% ويمثل هذا الخفض الأول منذ بداية عام 2025 وجاء وسط ضغوط متزايدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رئيس المجلس جيروم باول لتبني سياسة نقدية أكثر مرونة.
هذه الأوضاع المعقدة وحالة الغموض دفعت المتعاملين في الأسواق إلى تفضيل الاستثمارات الآمنة كالذهب كما اعتمد المستثمرون على مؤشرات اقتصادية بديلة تشير إلى تباطؤ في سوق العمل الأمريكي وهو ما يعزز بدوره التوقعات بخفض وشيك آخر لأسعار الفائدة.
ويتوقع المستثمرون بنسبة تصل إلى 97% أن يقوم الفيدرالي الأمريكي بخفض جديد لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع أكتوبر القادم كما تبلغ نسبة التوقعات لخفض مماثل في ديسمبر حوالي 85% وتعتبر هذه التوقعات عاملا إيجابيا بالنسبة للذهب لأنه لا يقدم عائدا لحائزيه وبالتالي فإن خفض الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ به.
وقد حقق الذهب ارتفاعا كبيرا بنسبة 48% منذ بداية العام في واحدة من أقوى موجات الصعود التي شهدها على مر تاريخه ويرجح استمرار هذا الاتجاه الصاعد بفضل عوامل اقتصادية كلية مؤثرة تدعم أسعاره مثل استمرار البنوك المركزية في زيادة مشترياتها وتنامي حجم الديون الأمريكية.
وفي هذا السياق توقع بنك يو بي إس أن يرتفع سعر أونصة الذهب إلى 4200 دولار خلال الأشهر القادمة مدفوعا بانخفاض تكلفة حيازة الذهب نتيجة تراجع أسعار الفائدة الحقيقية في الولايات المتحدة فضلا عن التوقعات باستمرار ضعف الدولار الأمريكي بشكل عام وهو ما يصب في مصلحة المعدن النفيس.
ومما يدعم هذا الاتجاه الصعودي أن البنوك المركزية حول العالم أضافت صافي 15 طنا من الذهب إلى احتياطياتها العالمية خلال شهر أغسطس وهو ما يتماشى مع متوسط مشترياتها الشهرية في الفترة من مارس إلى يونيو ويشير إلى عودة قوية للشراء بعد فترة من الاستقرار في حجم الاحتياطيات خلال يوليو.
