سجلت أسعار الذهب العالمية قفزة غير مسبوقة لتصل إلى مستوى تاريخي جديد مدعومة بتزايد التوترات التجارية والمخاوف السياسية العالمية. وواصل المعدن الأصفر موجة صعوده القوية للأسبوع الثامن على التوالي محققًا مكاسب أسبوعية بلغت 3.4% ليغلق التداولات فوق حاجز 4000 دولار للأونصة.
جاء الارتفاع الأخير في أسعار الذهب مدفوعًا بتصريحات الرئيس الأمريكي التي أشار فيها إلى عدم وجود سبب لعقد لقاء مع نظيره الصيني في كوريا الجنوبية كما كان مقررًا. وأضاف الرئيس الأمريكي أن إدارته تدرس فرض زيادة ضخمة في الرسوم الجمركية على البضائع الصينية وهو ما أشعل من جديد فتيل الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
أدت هذه التصريحات إلى هبوط حاد في مؤشرات الأسهم الأمريكية حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.7% كما تراجع مؤشر ناسداك التكنولوجي بنسبة 3.6%. وفي المقابل أدى تصعيد النزاع التجاري إلى إضعاف الدولار الأمريكي الذي انخفض بنسبة 0.6% وهو ما وفر دعمًا إضافيًا لأسعار الذهب نظرًا للعلاقة العكسية التي تربط بينهما.
وعلى الصعيد المحلي انعكست هذه الزيادات العالمية على السوق المصرية حيث بلغت الأسعار مستويات جديدة فسجل سعر الذهب عيار 24 قيمة 6166 جنيهًا بينما وصل سعر الذهب عيار 21 الأكثر انتشارًا إلى 5395 جنيهًا. وبلغ سعر الذهب عيار 18 نحو 4624 جنيهًا في حين سجل الجنيه الذهب سعر 43160 جنيهًا.
لا تقتصر العوامل الداعمة للذهب على الحرب التجارية فقط بل تتابع الأسواق عن كثب مجموعة من المخاطر الجيوسياسية الأخرى. وتشمل هذه المخاوف احتمالية انهيار الحكومة الفرنسية والتوترات في اليابان بالإضافة إلى استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة وكلها أحداث تعزز الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن.
يتوقع المستثمرون أيضًا أن يتجه البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو المزيد من التيسير النقدي بعد قراره الأول هذا العام بخفض الفائدة. وتشير التوقعات إلى قيام البنك بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع أكتوبر ثم تكرار الخطوة نفسها في ديسمبر مما يقلل من تكلفة حيازة الذهب.
منذ بداية العام حقق الذهب ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 53% وتمكن الأسبوع الماضي من اختراق المستوى النفسي الهام عند 4000 دولار للأونصة للمرة الأولى في تاريخه. فقد افتتحت الأونصة تداولات الأسبوع عند 3891 دولارًا وسجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 4059 دولارًا قبل أن تغلق عند 4016 دولارًا.
وعلى الرغم من أن سرعة الارتفاع في الأسابيع الأخيرة قد تفتح الباب أمام عمليات تصحيح وجني أرباح على المدى القصير إلا أن النظرة المستقبلية للذهب خلال العامين القادمين تشير إلى احتمالية استمرار الأسعار في الارتفاع بشكل حاد في ظل استمرار العوامل الداعمة.
