تركي الفيصل يحدد ركيزتين لمستقبل السعودية: مراكز بحثية وقوة التواصل الاجتماعي

تركي الفيصل يحدد ركيزتين لمستقبل السعودية: مراكز بحثية وقوة التواصل الاجتماعي
تركي الفيصل يحدد ركيزتين لمستقبل السعودية: مراكز بحثية وقوة التواصل الاجتماعي

أشاد الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات بالتحول الجذري الإيجابي الذي أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي في مواقف الشعوب العالمية تجاه القضية الفلسطينية واصفا ما يحدث بأنه معجزة لم يكن يحلم بها قبل نشوء هذه الشبكات التي نجحت في كسر القيود السائدة وخلقت وعيا عالميا غير مسبوق.

وخلال جلسة حوارية نظمها كرسي الدكتور إبراهيم المهنا لإعلام الطاقة والإعلام المتخصص في جامعة الملك سعود تطرق الفيصل إلى القوة الهائلة لهذه الوسائل وتأثيرها العميق على المجتمعات حول العالم مشيرا إلى أن رؤية مئات الآلاف من المتظاهرين في مختلف دول العالم يطالبون بحرية واستقلال فلسطين وقيام دولتها هو أمر استثنائي.

وفي سياق حديثه عن التقنية أبدى الفيصل مخاوفه من الإنترنت المظلم وما يحتويه من أمور مرفوضة وعمليات غسيل أموال وعزا هذه الظاهرة إلى غياب الضوابط عند نشأة الإنترنت في بداياته كما حث دول العالم على ضرورة الاتفاق على رؤى موحدة لوضع ضوابط مناسبة فيما يتعلق بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وعلى صعيد الإعلام المحلي دعا الفيصل مسؤولي الإعلام في المملكة إلى ضرورة تبني رؤى أكثر انفتاحا وأن تأخذ المملكة زمام المبادرة في إبلاغ الآخرين بحراكها الداخلي والتطورات التي تشهدها مؤكدا أنه لا يوجد ما يدعو للخشية من فتح الأبواب والنوافذ للآخرين ليأتوا ويطلعوا بأنفسهم على الواقع.

واعترف بوجود قصور في دور بعض المؤسسات الإعلامية مشددا على أنه لا بد من تنشيط استخدام وسائل الإعلام والتواصل المستمر لأنه لا توجد طريقة لحجب ما يدور في البلاد عن الآخرين سواء كان عملا جيدا أم سيئا ويجب على المسؤولين ألا يخشوا الحملات الشعواء التي تطلقها بعض الجهات في الدول الغربية ضد السعودية بل عليهم مواجهتها ببيان الحقيقة والتأكد من وصول البيانات الرسمية للجميع.

كما دعا الأمير تركي الفيصل المختصين في السعودية إلى الاهتمام باستحداث مراكز بحثية متنوعة مشددا على أهميتها القصوى للدول ووصف هذه المراكز بأنها أدوات حيوية للعطاء في المجتمعات وتساهم بشكل فعال في التلاقح الفكري بين الناس وأوضح أن أهميتها الخاصة تكمن في تمتعها بنوع من الاستقلالية في الرأي عن المصادر الرسمية مما يمنح فرصة للخروج عن سياقات النمط الرسمي في تبادل الأفكار وقد أبدى ارتياحه لوجود وعي بحثي وفكري متنام في السعودية في شتى المجالات.

وفي شأن آخر عبر الأمير عن سعادته بالتعاون القائم بين السعودية وعدد من الدول الأفريقية مؤكدا أن أفريقيا ليست مجرد جار جغرافي بل هي امتداد بشري لما تقوم عليه المملكة من قيم ومبادئ ومكونات اجتماعية وأشار إلى أن التلاقح بين الجزيرة العربية وأفريقيا يمتد عبر التاريخ من خلال معابر مثل شبه جزيرة سيناء ومضيق باب المندب.

وأوضح أن هناك قبائل سعودية لا يزال لها وجود وامتداد في الجانب الأفريقي كما أن المملكة تحتضن جاليات كبيرة جدا من أفريقيا يعمل أفرادها في مختلف القطاعات ومنهم من تجنس وأصبح سعوديا وشدد على أنه من باب أولى أن يكون هذا التواصل والتلاقح بين ضفتي البحر الأحمر وسيلة لخدمة مصالح الطرفين مؤكدا على اهتمام بلاده بتنمية علاقاتها مع دول القارة الأفريقية وحرصها على أن تعيش شعوب القارة في سلام وأمان.