الذهب يواصل جنونه.. سعر عيار 21 يقفز لمستوى تاريخي فوق 4000 جنيه

الذهب يواصل جنونه.. سعر عيار 21 يقفز لمستوى تاريخي فوق 4000 جنيه
الذهب يواصل جنونه.. سعر عيار 21 يقفز لمستوى تاريخي فوق 4000 جنيه

شهدت أسواق المعادن الثمينة تحولاً لافتاً حيث تمكن الذهب من تحقيق قفزة تاريخية غير مسبوقة خلال تداولات الأسبوع الماضي كاسراً الحاجز النفسي لأربعة آلاف دولار للأونصة لأول مرة في تاريخه وهو ما يعزز التوقعات بمواصلة مساره الصاعد خلال الفترة المقبلة.

أدى هذا الارتفاع العالمي في أسعار المعدن الأصفر إلى تحرك الأسعار في الأسواق المحلية حيث سجل سعر الذهب عيار 24 نحو 6166 جنيهاً بينما وصل سعر الذهب عيار 21 الأكثر تداولاً إلى 5395 جنيهاً وبلغ سعر الذهب عيار 18 حوالي 4624 جنيهاً في حين سجل الجنيه الذهب 43160 جنيهاً.

ويأتي هذا الصعود القوي مدفوعاً بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أعلن فيها يوم الجمعة أنه لا يوجد سبب يدفعه للقاء نظيره الصيني شي جين بينغ كما كان مخططاً بعد أسبوعين في كوريا الجنوبية. وقد أشار أيضاً إلى أن الولايات المتحدة تدرس فرض زيادة ضخمة في الرسوم الجمركية على الواردات الصينية الأمر الذي أجج المخاوف من جديد بشأن الحرب التجارية.

وقد تسببت هذه التطورات في حالة من الاضطراب بأسواق الأسهم الأمريكية قبل إغلاق جلسات الأسبوع حيث شهد مؤشر S&P 500 هبوطاً بنسبة 2.7% كما تراجع مؤشر ناسداك الذي يضم أسهم شركات التكنولوجيا بنسبة 3.6%. إن تصعيد النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم يضعف بطبيعته الدولار الأمريكي الذي انخفض بالفعل بنسبة 0.6% وهو ما يصب مباشرة في مصلحة الذهب نظراً للعلاقة العكسية التي تربطهما.

علاوة على ذلك فإن هذه التوترات تدفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة لحماية رؤوس أموالهم من تقلبات الأسواق والآثار السلبية المحتملة للحرب التجارية على معدلات النمو ومستويات الأسعار العالمية وهو ما يزيد الطلب على المعدن النفيس.

ولا تقتصر العوامل الداعمة للذهب على التوترات الأمريكية الصينية فقط فالأسواق العالمية تترقب بحذر شديد المخاطر المتعلقة باحتمالية انهيار الحكومة الفرنسية بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية في اليابان واستمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة. كل هذه الأحداث مجتمعة تشكل بيئة مثالية للذهب لاكتساب المزيد من الزخم ومواصلة تسجيل مستويات قياسية جديدة.

على صعيد السياسة النقدية يتوقع المستثمرون أن يتجه البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل من شهر أكتوبر وشهر ديسمبر وذلك استكمالاً لقراره الأول بخفض الفائدة الذي اتخذه في ديسمبر. وتجعل أسعار الفائدة المنخفضة حيازة الذهب الذي لا يدر عائداً أكثر جاذبية للمستثمرين.

وفقاً للتحليلات الفنية فإن الذهب قد سجل ارتفاعاً ملحوظاً منذ بداية العام بنسبة تصل إلى 53% وإغلاقه فوق مستوى 4000 دولار للأونصة يعزز فرص استمراره في الصعود. ورغم أن الارتفاعات السريعة التي شهدتها الأسعار في الأسابيع الأخيرة قد تفتح الباب أمام بعض التراجعات التصحيحية على المدى القصير إلا أن النظرة المستقبلية على مدار العامين المقبلين تشير إلى احتمال ارتفاع أسعار الذهب بشكل حاد.