
باتت شوارع محافظة جدة تشهد أزمة مرورية خانقة تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية لسكانها وزوارها حيث لم يعد هذا التكدس المروري مقتصرا على أوقات الذروة الصباحية والمسائية بل امتد ليشمل معظم ساعات النهار محولا التنقلات الضرورية إلى مهمة شاقة تستنزف الوقت والجهد.
يطرح سكان ومراقبون حلولا عاجلة لمواجهة هذا الوضع تتمثل في ضرورة تعديل ساعات الدوام الرسمي للقطاعات الحكومية والخاصة والجامعات لتوزيع الحركة المروروية على فترات زمنية مختلفة وتخفيف الضغط المتزامن على الطرقات كما يقترحون التوسع في تطبيق أنظمة العمل عن بعد والدوام المرن كوسيلة فعالة لتقليل عدد المركبات في الشوارع خلال الأوقات الحرجة.
ويعود تفاقم الأزمة إلى عدة عوامل متداخلة منها عدم قدرة الطرق الرئيسية الحالية على استيعاب الزيادة الهائلة في أعداد المركبات كما أن التغيرات الديموغرافية التي شهدتها المدينة مؤخرا كان لها أثر كبير فقد أدى انتقال سكان من أحياء جدة الجنوبية ومن المناطق العشوائية التي أزيلت إلى السكن في شرق وشمال المحافظة إلى خلق كثافة مرورية غير مسبوقة في تلك المناطق.
ويتركز الازدحام بشكل حاد على محاور رئيسية وحيوية مثل طريق الملك فهد المعروف بالستين وطريق الأمير محمد بن عبدالعزيز التحلية وشارع الأمير ماجد وطريق الحرمين وطريق المدينة المنورة إضافة إلى شوارع الأندلس وفلسطين وطريق الكورنيش وتتضح المشكلة بشكل أكبر في أحياء شرق جدة مثل السامر والمنار والأجواد والواحة التي تخدمها ثلاثة مخارج رئيسية فقط مما يخلق قلقا مستمرا لدى سكانها عند الدخول أو الخروج.
لذلك تبرز الحاجة الملحة لتسريع وتيرة إنجاز المشاريع المستقبلية للطرق وتوسعة الشبكة الحالية لمواكبة النمو السكاني الكبير وتشمل هذه المشاريع المنتظرة تطوير المحور الشرقي وإنشاء جسر أبحر وطريق جدة مكة المباشر إلى جانب استكمال طريق الملك سلمان وتوسعة طريق جدة عسفان حيث تعتبر هذه المشاريع ضرورية لإيجاد طرق بديلة تستوعب المتغيرات وتخفف العبء عن الشرايين الرئيسية للمدينة.