عبدالله الودعاني يكشف قصة والده اليتيم الذي عثر على جده بعد 27 عاماً

عبدالله الودعاني يكشف قصة والده اليتيم الذي عثر على جده بعد 27 عاماً
عبدالله الودعاني يكشف قصة والده اليتيم الذي عثر على جده بعد 27 عاماً

كشف عبدالله الودعاني عن قصة إنسانية مؤثرة تروي فصولا من حياة والده التي بدأت بمأساة فراق وانتهت بلقاء لم يدم طويلا. سرد الودعاني تفاصيل رحلة والده التي انطلقت من الخفجي وشهدت حادثا مروعا تسبب في تشتت الأسرة ووضع والده في دار للرعاية قبل أن تحتضنه أسرة أخرى لعقود طويلة.

تعود جذور القصة إلى قرار اتخذه جده صالح بالانتقال من مسقط رأسه في الأفلاج ليبدأ رحلة حياته الجديدة في الكويت وهناك تزوج من جدته مريم الشمري. لاحقا انتقلت الأسرة الصغيرة إلى مدينة الخفجي التي شهدت ولادة والده إلا أن منعطفا مأساويا غير مسار حياة الأسرة بأكملها. تعرض الجد صالح لحادث خطير أدخله في غيبوبة طويلة وانقطعت أخباره تماما في زمن كانت فيه وسائل الاتصال بدائية وهو ما جعل الأسرة تعتبره في عداد المفقودين.

بعد فقدان أثر زوجها إثر الحادث وبعد إبلاغ الشرطة دون جدوى وجدت الجدة مريم نفسها مضطرة لاتخاذ قرار صعب بالعودة إلى أهلها. انطلقت في رحلتها من السعودية بنية الوصول إلى العراق عبر الكويت ومعها طفلها الصغير. لكن عند الحدود واجهت الأم عقبة قانونية حالت دون استمرار رحلتها مع ابنها فقد تم إبلاغها بأن طفلها سعودي الجنسية ولا يمكنه مغادرة البلاد إلا بتصريح رسمي. وجدت الجدة نفسها في موقف إنساني معقد فلم يكن بمقدورها اصطحاب طفلها ولم تتمكن من البقاء برفقته داخل المملكة لعدم امتلاكها أوراق إقامة نظامية مما أدى إلى فصلها عن ابنها قسرا لتكمل طريقها إلى العراق وحيدة.

بعد تلك الحادثة المؤلمة عند الحدود أُودع الطفل وهو والد عبدالله الودعاني في إحدى دور الرعاية الاجتماعية. ومكث هناك لفترة حتى شاءت الأقدار أن يلتقي بجده عبدالله الذي قرر تبنيه وتكفل برعايته وتربيته ليصبح ابنا له. عاش والد الودعاني في كنف هذه الأسرة الجديدة لمدة سبعة وعشرين عاما نشأ خلالها وكبر وهو يعتبرهم عائلته الحقيقية.

بعد مرور سنوات طويلة من الفراق والشتات شاء القدر أن يجمع الأب بابنه مرة أخرى بعد عقود من الزمن في لقاء مؤثر للغاية. تعرف الجد صالح على ابنه فور رؤيته وأخذه معه إلى منزله حيث أقيم احتفال كبير احتفاء بهذه العودة غير المتوقعة. وقد عبر الجد صالح عن عمق شوقه لابنه بكلمات مؤثرة قائلا إنه كان يناجي ربه دائما بألا يقبض روحه قبل أن يراه مجددا وكأنما كانت حياته معلقة على أمل هذا اللقاء. وبعد ثلاثة أشهر فقط من هذه المصالحة التاريخية توفي الجد صالح.