قمة الشرق الأوسط ترسم خارطة طريق لسلام دائم ومستقبل جديد للمنطقة

تشهد منطقة الشرق الأوسط فترة استثنائية قد ترسم ملامح مستقبلها خلال الأسبوعين الحالي والماضي وذلك في أعقاب موافقة كل من حركة حماس والحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو على الشق الأول من المبادرة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

تستعد مدينة شرم الشيخ المصرية لاستضافة قمة مرتقبة يومي الإثنين أو الثلاثاء برئاسة الرئيس الأمريكي ترمب لوضع الأسس لمرحلة جديدة من السلام الشامل في المنطقة وهو سلام لا يقتصر على القضية الفلسطينية وحدها بل يهدف إلى حل كافة النزاعات التي أججها نتنياهو في الشرق الأوسط ويُنتظر أن يضع هذا المؤتمر الأطر العامة لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار التي تعرف اصطلاحا باليوم التالي.

يُعد ملف اليوم التالي للحرب في غزة الأكثر تعقيدًا حيث يتضمن قضايا محورية تبدأ بآليات إدارة القطاع وكيفية ضمان الأمن فيه مرورًا بتحديد طبيعة القوة الدولية اللازمة لحماية السلام المستدام وصولًا إلى جهود إعادة إعمار ما دمرته الحرب كما يمهد هذا المسار الطريق تدريجيًا نحو المرحلة النهائية من الخطة الأمريكية التي ترتكز على التوصل لتفاهم بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لتطبيق حل الدولتين.

ويمثل وقف إطلاق النار بحد ذاته مصدر ارتياح كبير للشعب الفلسطيني الذي عانى ويلات الإبادة والتجويع ومحاولات التهجير القسري وبات من شبه المؤكد أن اتفاق شرم الشيخ سيطوي صفحة هذه الحرب الظالمة على القطاع ويفتح الباب أمام نقاشات أعمق تتعلق بتبادل الرهائن والأسرى الفلسطينيين.

يأتي هذا التقدم في سياق دبلوماسي أوسع تبرز فيه حكمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي ربط أي تقدم في مسار الاتفاقات الإبراهيمية مع إسرائيل بضرورة فتح أفق حقيقي يقود نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وهو الموقف الذي شكل عامل ضغط أساسيا للوصول إلى هذه المرحلة.

إن حل الدولتين يظل هو الهدف الأسمى لكنه يواجه تحديات جمة نظرًا لأن حكومة نتنياهو من المتوقع أن تضع عقبات كثيرة في طريق تحقيقه مما يجعل وجود ضامن دولي قوي متمثلًا في الرئيس الأمريكي أمرًا لا غنى عنه لضمان نجاح هذا المسار ولقد كان الرئيس ترمب محنكًا حينما نبه نتنياهو إلى استحالة محاربة العالم بأسره مؤكدًا أن تصاعد أعداد القتلى في صفوف الإسرائيليين سيثير السخط والغضب داخليًا.