
مع انحسار حرارة الصيف وبداية نسمات الخريف المعتدلة تواجه الكثير من السيدات تحديات تتعلق بصحة بشرتهن حيث تترك أشهر الصيف الطويلة آثارها على هيئة اسمرار وجفاف وبقع داكنة وإرهاق عام للملامح. ويصبح هذا التوقيت هو الفرصة المثالية لاعتماد روتين عناية طبيعي يهدف إلى تجديد حيوية الجلد وإعادة إشراقته وصفائه استعدادا للموسم الجديد.
أوضحت خبيرة العناية بالبشرة ندى حسن أن الفترة الانتقالية بين فصلي الصيف والخريف تمثل فرصة ذهبية لمنح البشرة قسطا من الراحة والتجدد الطبيعي. وأضافت أن اتباع نظام عناية يعتمد على مكونات طبيعية لا يقتصر على كونه إجراء تجميليا بل هو ممارسة للاهتمام بالذات تعزز الجمال الداخلي والخارجي عبر الاهتمام اليومي المستمر والبسيط.
يعد التقشير حجر الزاوية في أي نظام يهدف لتفتيح البشرة خصوصا بعد التعرض المكثف للشمس لأنه يعمل على إزالة طبقة الخلايا الميتة التي تسبب المظهر الباهت. ويمكن إعداد مقشر طبيعي فعال بخلط ملعقة قهوة مطحونة مع ملعقة عسل وتدليك الوجه به برفق لتنشيط الدورة الدموية وشد الجلد أو يمكن استخدام مزيج السكر البني مع زيت جوز الهند كبديل ممتاز للبشرة الجافة وينصح بتطبيق المقشر مرتين أسبوعيا.
الخطوة التمهيدية لأي عناية هي التنظيف العميق للتخلص من تراكمات العرق والزيوت والأتربة التي تسد المسام وتفقد الوجه حيويته. ويمكن تحضير غسول طبيعي بخلط ملعقة عسل مع ملعقة زبادي وبضع قطرات ليمون للبشرة الدهنية حيث ينظف هذا المزيج المسام ويمنح إشراقة فورية. أما البشرة الجافة أو الحساسة فيناسبها مزيج العسل وزيت الزيتون الذي ينظف ويرطب في آن واحد.
بعد تهيئة البشرة بالتنظيف والتقشير تأتي مرحلة التغذية العميقة عبر الماسكات الطبيعية التي تلعب دورا محوريا في تفتيح اللون واستعادة التوازن. من أبرز هذه الأقنعة ماسك البطاطس والعسل الذي يحضر ببشر نصف حبة بطاطس نيئة وخلطها مع العسل حيث تساهم إنزيمات البطاطس في تقليل التصبغات. كما يعتبر ماسك الزبادي والكركم خيارا فعالا لتفتيح البقع الشمسية لكنه يتطلب الحذر مع البشرة الحساسة. وللتهدئة والانتعاش يمكن استخدام مزيج عصير الخيار وجل الصبار الطبيعي.
يعد الجفاف من الأسباب الرئيسية لاسمرار وشحوب البشرة بعد الصيف لذا يصبح الترطيب اليومي أمرا لا غنى عنه. يمكن الاعتماد على زيوت طبيعية مثل زيت اللوز الحلو أو الجوجوبا أو زيت الورد لتوحيد اللون وتخفيف آثار الشمس. كما يمكن إعداد مرطب منزلي بخلط جل الصبار مع قطرات من زيت فيتامين E واستخدامه صباحا ومساء للحفاظ على النضارة.
إن العناية بالبشرة تمتد لتشمل عادات يومية بسيطة ولكنها مؤثرة فالنوم لساعات كافية يساعد خلايا الجلد على التجدد وإصلاح نفسها. كما أن اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات الورقية والفواكه الطازجة يمد البشرة بالفيتامينات اللازمة لإشراقتها. ومن الضروري أيضا تجنب لمس الوجه باستمرار لمنع نقل البكتيريا وممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الدورة الدموية.
لا تتوقف العناية بالبشرة عند حدود معينة فالحماية من تقلبات طقس الخريف ضرورية أيضا. فعلى الرغم من أن شمس الخريف أقل قوة إلا أن استخدام واق شمسي يظل ضروريا للحماية من الأشعة فوق البنفسجية. ومع برودة الجو تميل البشرة للجفاف لذلك يجب شرب كميات وافرة من الماء وتناول أطعمة غنية بفيتامين C كالبرتقال والكيوي لدعم نضارة البشرة من الداخل.
يجب كذلك تبني روتين مسائي بسيط لتجديد البشرة أثناء النوم يبدأ بإزالة المكياج والأوساخ بغسول لطيف ثم مسح الوجه بقطنة مبللة بماء الورد البارد. بعد ذلك توضع طبقة خفيفة من زيت اللوز الحلو أو زيت الورد. ويمكن أيضا وضع كمادات من الشاي الأخضر أو البابونج البارد على منطقة العينين مرتين أسبوعيا لتقليل الهالات السوداء ومنح البشرة حيوية إضافية.