
واصل المعدن الأصفر العالمي مسيرة صعوده القوية للأسبوع الثامن على التوالي محققا مستوى قياسيا جديدا يأتي هذا الارتفاع الملحوظ مدعوما بتنامي المخاوف السياسية العالمية واستمرار حالة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة بالإضافة إلى تجدد التوترات في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
تصاعدت حدة التوترات التجارية بشكل كبير عقب تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة أكد فيها عدم وجود سبب لعقد لقاء مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال الأسبوعين القادمين في كوريا الجنوبية كما كان مقررا وأضاف أن إدارته تدرس فرض زيادة ضخمة في الرسوم الجمركية على البضائع الصينية المستوردة.
كان لهذه التصريحات وقع سلبي مباشر على أسواق الأسهم الأمريكية التي شهدت انهيارا قبيل إغلاق تعاملات الأسبوع حيث تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.7% كما انخفض مؤشر ناسداك التكنولوجي بنسبة 3.6% وهو ما دفع المستثمرين للبحث عن الأصول الآمنة.
إن تجدد الصراع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم يلقي بظلاله السلبية على الدولار الأمريكي الذي انخفض فعليا بنسبة 0.6% وهو ما يعود بالنفع على أسعار الذهب الذي تربطه بالدولار علاقة عكسية كما أن هذه الأجواء تزيد من الطلب على المعدن النفيس كأداة تحوط ضد الآثار المتوقعة للحرب التجارية على معدلات النمو ومستويات الأسعار.
وفي سياق متصل تتابع الأسواق العالمية عن كثب مجموعة من المخاطر الأخرى التي تدعم صعود الذهب وتشمل هذه المخاطر احتمالية انهيار الحكومة في فرنسا والتوترات الجيوسياسية في اليابان فضلا عن استمرار أزمة الإغلاق الحكومي داخل الولايات المتحدة وكلها عوامل تمنح الذهب زخما إضافيا لمواصلة الصعود وتحقيق قمم تاريخية جديدة.
على صعيد السياسة النقدية يتوقع المستثمرون أن يتجه البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعيه القادمين خلال شهري أكتوبر وديسمبر ويأتي هذا التوقع بعد أن اتخذ البنك أول قرار لخفض الفائدة هذا العام في شهر ديسمبر الماضي مما يقلل من تكلفة حيازة الذهب.
من الناحية الفنية تمكنت أونصة الذهب العالمية من تحقيق ارتفاع أسبوعي بنسبة 3.4% مسجلة أعلى مستوى تاريخي لها عند 4059 دولارا بعد أن بدأت تداولات الأسبوع عند 3891 دولارا وأغلقت عند 4016 دولارا للأونصة الواحدة.
نجح الذهب خلال الأسبوع الماضي في تجاوز الحاجز النفسي الهام عند 4000 دولار للأونصة لأول مرة في تاريخه وأغلق تداولاته فوق هذا المستوى مما يعزز فرص تحقيق المزيد من المكاسب في الفترة المقبلة خاصة مع وصول نسبة ارتفاعه منذ بداية العام إلى 53%.
وعلى الرغم من أن سرعة الارتفاع التي شهدتها أسعار الذهب في الأسابيع الأخيرة قد تفتح الباب أمام بعض عمليات جني الأرباح والتراجعات قصيرة المدى إلا أن النظرة المستقبلية على مدار العامين القادمين تشير إلى احتمالية ارتفاع أسعار المعدن الأصفر بشكل حاد.
أما على الصعيد المحلي فقد سجلت أسعار الذهب المستويات التالية:
سعر الذهب عيار 24 بلغ 6166 جنيها
سعر الذهب عيار 21 سجل 5395 جنيها
سعر الذهب عيار 18 وصل إلى 4624 جنيها
سعر الجنيه الذهب بلغ 43160 جنيها