
تحتفل الأوساط الصحية العالمية في الثاني عشر من أكتوبر من كل عام باليوم العالمي لالتهاب المفاصل وهو مناسبة تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول هذا المرض المزمن الذي يؤثر على حياة ملايين البشر ويحد من قدرتهم على أداء مهامهم اليومية بكفاءة ويُعد من أكثر الأمراض انتشارا على مستوى العالم.
يُعرف التهاب المفاصل بأنه العدو الصامت للحركة وتوضح الإحصاءات العالمية أن الفئة الأكثر تأثرا به هم كبار السن حيث تشير البيانات إلى أن ما يقارب 70% من إجمالي المصابين تتجاوز أعمارهم 55 عاما مما يجعله تحديا صحيا رئيسيا لهذه الشريحة العمرية ويؤثر سلبا على جودة حياتهم واستقلاليتهم.
ينشأ المرض بشكل أساسي نتيجة تآكل وتدهور الغضاريف وهي الأنسجة المرنة التي تحمي نهايات العظام عند المفاصل ومع تآكل هذه الطبقة الواقية تبدأ العظام بالاحتكاك مباشرة ببعضها البعض وهو ما يولد شعورا بالألم الشديد ويسبب تصلبا يعيق الحركة الطبيعية وتساهم عدة عوامل في زيادة خطر الإصابة أبرزها التقدم في العمر وزيادة الوزن وقلة النشاط البدني بالإضافة إلى الاستعداد الوراثي.
تتنوع أعراض التهاب المفاصل وتختلف حدتها بين المصابين ولكنها تشمل بشكل عام آلاما مستمرة في المفاصل تزداد حدتها مع الحركة أو بعد فترات طويلة من الجلوس والخمول كما يعد التورم المصحوب أحيانا باحمرار أو دفء في منطقة المفصل من العلامات الشائعة ويشكو الكثيرون من تيبس وخشونة المفاصل خاصة عند الاستيقاظ صباحا والذي قد يستمر لدقائق أو يتجاوز الساعة.
ومع تفاقم الحالة يلاحظ المريض صعوبة في تحريك المفصل المصاب بكامل نطاقه الطبيعي وقد يسمع أصوات طقطقة أو احتكاك صادرة من المفصل نتيجة تآكل الغضروف وفي بعض الحالات المتقدمة قد يؤدي التلف المزمن للعظام والغضاريف إلى حدوث تغيرات في شكل المفصل وتضخمه ولا تقتصر الأعراض على المفاصل فقط بل قد يشعر المريض بإرهاق وتعب عام نتيجة الالتهاب المستمر في الجسم.
ولمواجهة المرض والحد من أعراضه تشدد وزارة الصحة على أهمية ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم بعد استشارة الطبيب لتحديد النوع والشدة المناسبين للحالة إذ تعمل الرياضة على تقوية العضلات المحيطة بالمفصل مما يوفر له دعما إضافيا كما تحسن تدفق الدم إلى المنطقة المصابة الأمر الذي يساعد على تخفيف الالتهاب والألم.
إلى جانب النشاط البدني يلعب النظام الغذائي دورا حيويا في دعم صحة المفاصل حيث يُنصح كبار السن باتباع نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر المضادة للالتهابات مثل أحماض أوميغا-3 الدهنية التي توجد بكثرة في الأسماك والمكسرات إضافة إلى مضادات الأكسدة التي تحارب تلف الخلايا وتساهم في الحفاظ على سلامة الأنسجة.
يشدد الأطباء على أن الوقاية والكشف المبكر هما حجر الزاوية في التعامل مع التهاب المفاصل فالتشخيص وبدء العلاج في المراحل الأولى يساهمان بشكل كبير في إبطاء تقدم المرض والحد من المضاعفات الخطيرة مما يمكن المريض من الحفاظ على نمط حياة نشط ولهذا السبب يوصى بأن يشجع أفراد الأسرة كبار السن لديهم على تبني نمط حياة صحي يشمل الحركة الآمنة والمنتظمة.