
شهدت أسواق الذهب المحلية في مصر موجة صعود قياسية دفعت سعر جرام الذهب من عيار 21 وهو الأكثر تداولاً إلى مستوى تاريخي جديد عند 5395 جنيهاً مصرياً دون احتساب تكاليف المصنعية والرسوم الإضافية. ويأتي هذا الارتفاع الكبير بالتزامن مع تحركات عنيفة في البورصات العالمية التي تأثرت بتطورات جيوسياسية هامة أدت إلى زيادة الطلب على المعدن الأصفر.
ويُعزى هذا الصعود العالمي والمحلي في أسعار المعدن النفيس بشكل مباشر إلى تجدد التوترات في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. فقد أشعلت تصريحات للرئيس الأمريكي يوم الجمعة الماضي الأجواء حين أعلن أنه لا يرى سبباً وجيهاً لعقد لقاء مع نظيره الصيني كما كان مقرراً بعد أسبوعين في كوريا الجنوبية مما أثار قلق المستثمرين حول العالم.
وامتدت هذه الزيادات لتشمل كافة الأعيرة الذهبية حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 24 ما قيمته 6166 جنيهاً ووصل سعر جرام عيار 18 إلى 4624 جنيهاً. وفي السياق ذاته قفز سعر الجنيه الذهب ليسجل بدوره 43160 جنيهاً مما يعكس حالة الزخم القوية التي يمر بها السوق المحلي متأثراً بالاتجاه العالمي.
وكان لهذه التصريحات وقع سلبي مباشر على أسواق الأسهم الأمريكية التي شهدت انهياراً قبل إغلاق جلسات التداول الأسبوعية. حيث تكبد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خسارة بنسبة 2.7% بينما كان الانخفاض أكثر حدة لمؤشر ناسداك الذي يضم أسهم شركات التكنولوجيا والذي هوى بنسبة 3.6%.
إن تصعيد الخلاف التجاري مجدداً يضع ضغوطاً كبيرة على الدولار الأمريكي الذي استجاب لهذه الأنباء بالانخفاض بنسبة 0.6% وهو ما يعزز من قيمة الذهب تلقائياً نظراً للعلاقة العكسية التي تربطهما. وإلى جانب ذلك يتزايد إقبال المستثمرين على شراء الذهب باعتباره ملاذاً آمناً للتحوط من المخاطر الاقتصادية المحتملة والآثار السلبية لهذه الحرب على معدلات النمو ومستويات الأسعار العالمية.
وعلى الصعيد العالمي تمكن سعر الأوقية من اختراق حاجز نفسي هام للمرة الأولى في تاريخه ليغلق تداولات الأسبوع الماضي فوق هذا المستوى مما يفتح الباب أمام المزيد من الصعود وفقاً للتحليلات الفنية للسوق. وقد سجل المعدن الأصفر ارتفاعاً لافتاً منذ بداية العام الجاري وصلت نسبته إلى 53% مما يؤكد مكانته كأحد أفضل الأصول أداء.