سرطان القولون.. دراسة تكشف عن وجبة مقرمشة تقلل خطر الإصابة به للنصف

سرطان القولون.. دراسة تكشف عن وجبة مقرمشة تقلل خطر الإصابة به للنصف
سرطان القولون.. دراسة تكشف عن وجبة مقرمشة تقلل خطر الإصابة به للنصف

كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود صلة قوية بين تناول مكسرات الأشجار مثل اللوز والجوز وانخفاض كبير في احتمالات عودة سرطان القولون أو الوفاة بسببه لدى المرضى. وتشير النتائج التي نشرت في مجلة متخصصة بالأورام السريرية إلى أن المصابين بسرطان القولون في المرحلة الثالثة يمكنهم تعزيز فرص بقائهم على قيد الحياة بشكل ملحوظ عبر تغيير بسيط في نظامهم الغذائي.

يعد سرطان القولون والمستقيم تحديا صحيا عالميا متناميا حيث تسببت الإصابات به في نحو 930 ألف حالة وفاة و1.9 مليون حالة جديدة حول العالم في عام 2020 وحده. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن تتصاعد هذه الأرقام بنسبة تصل إلى 73% بحلول عام 2040 ما قد يرفع عدد الوفيات السنوية إلى ما يقارب 1.6 مليون شخص وهو ما يسلط الضوء على أهمية البحث عن استراتيجيات غذائية داعمة للعلاج.

الدراسة القائمة على الملاحظة فحصت بيانات 826 مريضا بسرطان القولون في المرحلة الثالثة وخلصت إلى أن استهلاك المكسرات كان له تأثير عميق على مسار المرض. فالمرضى الذين تناولوا أونصتين أو أكثر أسبوعيا من مختلف أنواع المكسرات شهدوا انخفاضا في خطر عودة السرطان بنسبة 42% وانخفاضا في خطر الوفاة بنسبة 57% مقارنة بالذين لم يتناولوا المكسرات.

أوضح الباحثون أن هذه الفائدة الصحية تقتصر بشكل خاص على مكسرات الأشجار التي تشمل اللوز والجوز والبندق والكاجو وجوز البقان وغيرها. وعند تحليل بيانات هذه المجموعة تحديدا وجد أن فرصة تكرار المرض انخفضت بنسبة 46% بينما تراجعت فرصة الوفاة بنسبة 53% لدى من استهلكوا أونصة واحدة على الأقل أسبوعيا.

في المقابل لم يلاحظ الباحثون أي تأثير إيجابي مماثل عند استهلاك الفول السوداني أو زبدة الفول السوداني. وفسر القائمون على الدراسة ذلك بأن الفول السوداني ينتمي إلى فصيلة البقوليات وله تركيبة أيضية مختلفة عن مكسرات الأشجار ما قد يوضح غياب الارتباط بين استهلاكه وتحسن النتائج لدى مرضى سرطان القولون.

صرح تيميدايو فاديلو المؤلف الرئيسي للدراسة وزميل سريري في الطب بمعهد دانا فاربر للسرطان أن العديد من الدراسات السابقة في مجالات أمراض القلب والسكري أظهرت فوائد استهلاك المكسرات. وأضاف أن الفريق البحثي شعر بأهمية تحديد ما إذا كانت هذه الفوائد تنطبق أيضا على مرضى سرطان القولون والمستقيم الذين يسألون غالبا عن الخطوات الإضافية التي يمكنهم اتخاذها لتقليل فرص عودة المرض.

تأتي أهمية هذه النتائج من كونها تقدم للمرضى والأطباء دليلا على أن تعديل النظام الغذائي يمكن أن يكون له تأثير كبير على البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل. فغالبا ما يتم إغفال التغذية الصحية السليمة أثناء فترات العلاج الكيميائي المكثف لكن هذه الدراسة تؤكد أن إضافة المكسرات قد يصبح جزءا من نهج علاجي شامل.

اعتمد التحليل على استبيانات تم جمعها من تجربة سريرية واسعة النطاق بدأت في عام 1999 حيث سُئل المرضى عن تفاصيل مدخولهم الغذائي بما في ذلك كمية ونوع المكسرات التي يتناولونها. وكان اهتمام الباحثين مدفوعا بالارتباط المعروف سابقا بين استهلاك المكسرات وانخفاض معدلات السمنة والسكري من النوع الثاني ومقاومة الأنسولين وهي عوامل قد تلعب دورا في تطور السرطان.

يمثل هذا البحث أول دراسة من نوعها تبحث في فوائد المكسرات كجزء من خطة إدارة المرض بعد التشخيص والعلاج وليس فقط كعامل وقائي. ويواجه مرضى سرطان القولون في المرحلة الثالثة فرصة بقاء على قيد الحياة لمدة ثلاث سنوات تصل إلى 70% بعد خضوعهم للعلاجات المعتادة كالجراحة والعلاج الكيميائي ما يجعل أي تدخل يقلل من خطر عودة المرض أمرا بالغ الأهمية.