السكريات: تحذير طبي من مخاطر كارثية يسببها الإفراط في تناولها دون علمك

السكريات: تحذير طبي من مخاطر كارثية يسببها الإفراط في تناولها دون علمك
السكريات: تحذير طبي من مخاطر كارثية يسببها الإفراط في تناولها دون علمك

حذرت خبيرة تغذية علاجية من المخاطر الجسيمة التي يسببها الاستهلاك المفرط للسكريات مشيرة إلى أنها تحولت إلى عادة غذائية واسعة الانتشار في العصر الحديث نتيجة تزايد الإقبال على الحلويات والمشروبات الغازية والأطعمة السريعة الأمر الذي يعرض صحة الإنسان لمشكلات معقدة وخطيرة على المديين القصير والطويل.

على الرغم من أن السكريات تمنح الجسم شعورا بالطاقة السريعة إلا أن هذا التأثير مؤقت ومضلل حيث يخفي وراءه سلسلة طويلة من الأضرار التي تطال كافة أجهزة الجسم تقريبا وتعتبر السكريات من السموم التي ترفع مستويات السكر والضغط في الدم وتساهم بشكل مباشر في تخزين الدهون مما يفتح الباب أمام الإصابة بالسمنة المفرطة.

يعد الاستهلاك المفرط للسكريات محركا أساسيا لزيادة الوزن والسمنة لأنها تحتوي على سعرات حرارية عالية تخلو من أي قيمة غذائية وعندما يتناول الفرد كميات كبيرة منها يقوم الجسم بتخزين الفائض على هيئة دهون تتراكم بشكل خاص في منطقتي البطن والفخذين وهو ما يؤدي مع مرور الوقت إلى السمنة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب.

من جهة أخرى يزيد الإفراط في تناول السكر من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني حيث يدفع الجسم لإفراز كميات هائلة من الأنسولين بهدف تنظيم مستوى السكر في الدم ومع استمرار هذه الحالة تبدأ خلايا الجسم في تطوير مقاومة لتأثير الأنسولين وهي حالة تعرف بمقاومة الأنسولين التي تعد الخطوة الأولى نحو الإصابة بالسكري.

كما يمتد التأثير السلبي للسكريات ليشمل القلب والأوعية الدموية إذ يؤدي تناولها بكثرة إلى زيادة مستويات الدهون الثلاثية في الدم ورفع ضغط الدم فضلا عن مساهمتها في زيادة الالتهابات داخل الأوعية الدموية وتجتمع هذه العوامل لتزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب والسكتات الدماغية.

ولا تقتصر الأضرار على الأعضاء الداخلية فالصحة الفموية تتأثر بشدة حيث يعتبر السكر العدو الأول للأسنان فعندما يبقى في الفم تتغذى عليه البكتيريا منتجة أحماضا تهاجم طبقة المينا الواقية وتضعفها مما يتسبب في تسوس الأسنان والتهابات اللثة وظهور رائحة الفم الكريهة.

يؤثر السكر أيضا على الدماغ والمزاج فهو يحفز إفراز الدوبامين وهي المادة الكيميائية المسؤولة عن الشعور بالمتعة والسعادة وهو ما يفسر شعور البعض بما يشبه الإدمان على الحلويات لكن هذا التأثير قصير الأمد ويتبعه تقلبات مزاجية حادة وانخفاض في مستويات التركيز والطاقة كما ربطت دراسات حديثة بين استهلاك السكر بكثرة وزيادة معدلات الاكتئاب والقلق.

يعمل السكر الزائد على إضعاف كفاءة جهاز المناعة حيث يقلل من قدرة خلايا المناعة على محاربة العدوى مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والأمراض المختلفة كما أنه يعزز حالة الالتهاب المزمن في الجسم التي تعتبر سببا رئيسيا في تسريع الشيخوخة وظهور أمراض المفاصل والجلد.

تتأثر البشرة بشكل مباشر بالإفراط في تناول السكر حيث يؤدي إلى تلف بروتينات الكولاجين والإيلاستين الضرورية لنضارة الجلد ومرونته وبمرور الوقت تظهر علامات الشيخوخة المبكرة كالتجاعيد والترهلات وتزداد أيضا احتمالية ظهور حب الشباب والبثور نتيجة لزيادة مستويات الالتهاب.

يسبب السكر اضطرابا في النوم وشعورا دائما بالإرهاق فالارتفاع السريع في الطاقة الذي يمنحه السكر يعقبه انخفاض حاد بنفس السرعة مما يخلف شعورا بالتعب والكسل كما يمكن أن يؤثر سلبا على جودة النوم ويجعل من الصعب الدخول في نوم عميق ويزيد من احتمالية المعاناة من الأرق الليلي.

يتحمل الكبد أيضا عبئا كبيرا فعند تناول كميات كبيرة من الفركتوز وهو نوع من السكر يتواجد بكثرة في المشروبات الغازية والعصائر المحلاة يتحول الفائض منه إلى دهون تتراكم في الكبد مسببة حالة مرضية تعرف باسم الكبد الدهني غير الكحولي وهي مشكلة صحية أصبحت شائعة بشكل متزايد.