
يعد سرطان الثدي أحد أكثر أنواع الأورام انتشارا بين النساء على مستوى العالم ورغم ذلك فإن فرص الشفاء التام منه تصل إلى مستويات مرتفعة جدا قد تبلغ 98% في حال تم اكتشافه في مراحله الأولية وهو ما يسلط الضوء على الأهمية القصوى للكشف المبكر والذي تركز عليه منظمة الصحة العالمية في حملات شهر أكتوبر من كل عام.
تتعدد أسباب الإصابة بسرطان الثدي وتختلف من حالة لأخرى لكن الخبراء يجمعون على وجود عوامل تزيد من احتمالية حدوثه بشكل كبير وتأتي العوامل الوراثية والجينية في مقدمتها حيث يرتفع الخطر عند وجود تاريخ عائلي للمرض خاصة لدى الأقارب من الدرجة الأولى مثل الأم أو الأخت كما يلعب التقدم في العمر دورا محوريا إذ تزداد احتمالية الإصابة خصوصا بعد تجاوز سن الأربعين.
وتشير الدكتورة إيمان عبيد استشارى جراحة الأورام بجامعة الأزهر إلى أن الهرمونات الأنثوية قد تكون سببا أيضا فالاستخدام طويل الأمد للأدوية الهرمونية أو حبوب منع الحمل لفترات طويلة قد يرفع نسبة الخطر وكذلك بدء الدورة الشهرية في سن مبكرة أو تأخر انقطاع الطمث بالإضافة إلى أنماط الحياة غير الصحية التي تشمل تناول أطعمة غنية بالدهون المشبعة والسمنة المفرطة وقلة النشاط البدني والتدخين والتعرض لبعض العوامل البيئية مثل الإشعاع.
تتفاوت أعراض سرطان الثدي بين المصابات وقد لا تظهر أي علامات في المراحل المبكرة ولكن يجب الانتباه لبعض التغيرات التي تستدعي استشارة طبية فورية ومن أبرزها ملاحظة وجود كتلة أو تورم في الثدي لا يكون مؤلما في بدايته أو حدوث تغير واضح وغير مبرر في شكل أو حجم الثدي أو ظهور تغيرات على الجلد مثل التجاعيد أو الانكماش والاحمرار كما أن تغير شكل الحلمة كأن تصبح غائرة للداخل أو خروج إفرازات غير طبيعية منها قد تكون دموية أحيانا يعتبر علامة مهمة بجانب الشعور بألم أو وخز مستمر في الثدي أو تورم بمنطقة تحت الإبط.
كلما تم اكتشاف المرض في وقت أبكر زادت فرص العلاج والشفاء وتتعدد طرق الكشف التي تبدأ بالفحص الذاتي الشهري للثدي الذي يجب على كل سيدة القيام به بنفسها بعد انتهاء الدورة الشهرية بأيام قليلة لملاحظة أي جديد يليه الفحص السريري الذي يجريه الطبيب المختص وينصح به سنويا بعد سن الثلاثين وتعد أشعة الماموجرام الوسيلة الأكثر دقة لاكتشاف الأورام الصغيرة حتى قبل ظهورها سريريا ويوصى بها دوريا بعد سن الأربعين ويمكن استخدام الأشعة فوق الصوتية لتحديد طبيعة أي كتلة مكتشفة بينما تبقى الخزعة هي الطريقة الحاسمة لتأكيد وجود خلايا سرطانية عبر تحليل عينة من النسيج.
لا تقتصر مخاطر سرطان الثدي على استئصال الجزء المصاب كما تخشى الكثير من السيدات بل تمتد إلى مضاعفات أخطر تتمثل في احتمالية انتشار الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم وتدهور قدرة الجهاز المناعي لذا فإن بدء العلاج مبكرا أمر حيوي وتتنوع خيارات العلاج المتاحة بناء على كل حالة وتشمل التدخل الجراحي لاستئصال الورم أو العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو الهرموني أو العلاج المناعي.
على الرغم من أن بعض عوامل الخطر لا يمكن التحكم بها مثل الوراثة والعمر إلا أن تبني نمط حياة صحي يساهم بشكل فعال في تقليل احتمالية الإصابة بسرطان الثدي وينصح الأطباء بالحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام والحرص على نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه مع ضرورة تجنب التدخين والمشروبات الكحولية والالتزام بإجراء الفحوصات الدورية.