
يواجه العديد من مرضى ارتفاع ضغط الدم تحديًا مزدوجًا فهم مضطرون للتعامل مع مرض مزمن يوصف بالقاتل الصامت نظرًا لانتشاره الواسع بين مختلف الفئات العمرية ومضاعفاته الخطيرة والمفاجئة وفي الوقت ذاته يتعين عليهم التكيف مع الآثار الجانبية المزعجة التي قد تسببها الأدوية الضرورية للسيطرة على حالتهم.
ويشير خبراء التغذية العلاجية إلى أن أدوية ضغط الدم رغم فعاليتها قد تؤدي إلى ظهور أعراض متنوعة تؤثر على جودة حياة المريض اليومية ومن أبرز هذه الأعراض وأكثرها شيوعًا الشعور بالدوخة والدوار خاصة عند القيام بشكل مفاجئ بعد الجلوس أو الاستلقاء ويرجع ذلك إلى أن بعض أنواع العلاجات مثل مدرات البول أو مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين تعمل على خفض الضغط بسرعة مما قد يسبب ما يعرف بهبوط الضغط الانتصابي ولتجنب هذا الشعور ينصح بالنهوض ببطء وتجنب الحركات الفجائية مع شرب كميات كافية من الماء.
كما يعد الإحساس المستمر بالتعب والإرهاق عرضًا جانبيًا آخر لبعض أدوية الضغط خاصة فئة حاصرات بيتا وبعض أنواع حاصرات قنوات الكالسيوم حيث يشعر المريض بثقل في الجسم أو الإجهاد لأن هذه الأدوية تعمل على إرخاء عضلة القلب وتقليل طاقتها قليلًا ويمكن التغلب على ذلك تدريجيًا من خلال ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة ومنح الجسم الوقت الكافي للتأقلم مع الدواء الجديد.
وقد يعاني بعض المرضى من كحة جافة ومستمرة لا تتوقف وتكون مزعجة بشكل خاص أثناء الليل وتؤثر على جودة النوم وتظهر هذه الكحة مع أدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين بسبب زيادة مادة البراديكينين التي تسبب تهيجًا في الشعب الهوائية ورغم أنها ليست خطيرة إلا أنها تستدعي استشارة الطبيب الذي قد يقرر استبدال الدواء بآخر.
ومن الأعراض الملحوظة أيضًا تورم القدمين والكاحلين نتيجة لاحتباس السوائل وهي حالة تعرف بالوذمة الطرفية ورغم أنها لا تشكل خطرًا مباشرًا إلا أنها تسبب إزعاجًا للمريض ويمكن التخفيف من حدتها عبر رفع الساقين عند الجلوس وتقليل كمية الملح في النظام الغذائي واستخدام الجوارب الضاغطة بعد استشارة طبية.
وتتسبب فئة أخرى من أدوية الضغط تعرف بمدرات البول أو حبوب المياه في زيادة عدد مرات التبول لأنها تحفز الكلى على التخلص من الملح والماء الزائد في الجسم لتقليل حجم السوائل في الأوعية الدموية وللتعامل مع هذا الأثر الجانبي يُفضل تناول جرعة الدواء في فترة الصباح مع تقليل استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين.