يترقب عشاق كرة القدم الآسيوية مواجهة حاسمة تجمع بين المنتخب السعودي ونظيره العراقي يوم الثلاثاء المقبل ضمن الملحق القاري المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 وهي مباراة تتجاوز أهميتها النقاط الثلاث لتمثل فصلا جديدا من الصراع التكتيكي بين المدرب الفرنسي هيرفي رينارد والأسترالي جراهام أرنولد.
يعود تاريخ المواجهات بين المدربين إلى تصفيات مونديال 2022 حين كان رينارد يقود الأخضر السعودي في فترته الأولى وأرنولد يتولى تدريب منتخب بلاده أستراليا. لم يتمكن المدرب الأسترالي من تحقيق أي انتصار على نظيره الفرنسي حيث انتهت مباراة الذهاب في أستراليا بالتعادل السلبي قبل أن يحسم المنتخب السعودي موقعة الإياب في جدة على ملعب الإنماء لصالحه بهدف دون رد سجله النجم سالم الدوسري.
هذه النتائج منحت المنتخب السعودي تفوقا واضحا في المجموعة آنذاك إذ تصدر الترتيب برصيد 23 نقطة ليضمن تأهله المباشر إلى كأس العالم بينما اضطر المنتخب الأسترالي بقيادة أرنولد لخوض الملحق الصعب حيث تغلب على الإمارات ثم بيرو بركلات الترجيح ليحجز مقعده في النهائيات.
تنعكس شخصية المدربين على أسلوب اللعب داخل الملعب فهيرفي رينارد يشتهر بنهجه الهجومي الجريء معتمدا على خطط لعب مثل 4-3-3 أو 4-2-3-1 التي ترتكز على الاستحواذ على الكرة والتمرير في نصف ملعب الخصم مع تشجيع اللاعبين على التسديد المستمر نحو المرمى. في المقابل يمثل جراهام أرنولد الذي يقود العراق منذ مايو 2025 المدرسة الدفاعية الحذرة حيث يبدأ دائما بتأمين خطوطه الخلفية والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة والكرات الطويلة المباشرة مستخدما غالبا تشكيلة 4-4-2.
يمتلك رينارد سجلا حافلا بالنجاحات على المستوى الدولي فهو الذي قاد منتخب المغرب للتأهل إلى مونديال 2018 كما حقق إنجازا تاريخيا بفوزه بكأس الأمم الإفريقية مرتين مع منتخبين مختلفين هما زامبيا عام 2012 وكوت ديفوار عام 2015. على الجانب الآخر لم ينجح أرنولد في تحقيق أي ألقاب قارية مع المنتخب الأسترالي خلال فترة تدريبه من 2018 إلى 2024 وتقتصر أبرز إنجازاته على بعض البطولات المحلية التي فاز بها مع نادي سيدني الأسترالي.
وكان أرنولد قد تولى قيادة المنتخب العراقي في خمس مباريات حتى الآن حقق خلالها أربعة انتصارات وتلقى خسارة واحدة كانت أمام كوريا الجنوبية. ويدخل المنتخب السعودي المباراة وهو في صدارة الترتيب بثلاث نقاط متقدما على العراق بفارق الأهداف مما يعني أن نتيجة التعادل ستكون كافية للأخضر لضمان التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي والسابعة في تاريخه.
