مع بداية انخفاض درجات الحرارة واقتراب فصل الخريف تبدأ الأسر المصرية في البحث عن وجبات تمنح الدفء والطاقة وتعد البليلة خيارا مثاليا يجمع بين الطعم الشهي والتكلفة الاقتصادية فضلا عن فوائدها الصحية المتعددة ما يجعلها طبقا مفضلا لدى الكثيرين خلال الأجواء الباردة.
تعتبر البليلة وجبة مصرية أصيلة قوامها الأساسي حبوب القمح الكامل المسلوق وتشتهر بكونها مصدرا مهما للدفء في ليالي الشتاء الباردة وتقدم عادة مع الحليب والسكر ويمكن إثراؤها بإضافات متنوعة مثل القشطة أو جوز الهند والمكسرات المختلفة وتتميز بقوامها الكريمي الذي يمنح إحساسا فوريا بالراحة والشبع.
يقدم القمح الكامل الموجود في البليلة فوائد صحية جمة فهو غني بالألياف الغذائية التي تعزز صحة الجهاز الهضمي وتساهم في الوقاية من الإمساك كما تمنح شعورا بالشبع لفترات طويلة وتساعد مضادات الأكسدة والألياف أيضا على دعم صحة القلب عبر خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم.
يعد طبق البليلة مصدرا غنيا بالطاقة التي يحتاجها الجسم لمواجهة برودة الطقس وذلك بفضل مكوناته من الكربوهيدرات المعقدة والبروتين كما أن إضافة الحليب والمكسرات تعزز القيمة الغذائية للوجبة وتدعم الجهاز المناعي لاحتوائها على عناصر مثل الزنك وفيتامين د والكالسيوم الضرورية لمقاومة نزلات البرد الموسمية.
لتحضير طبق البليلة التقليدي يلزم توفير كوب ونصف من القمح المقشور ولتر من الماء لعملية السلق ونصف لتر من الحليب الذي يمكن زيادة كميته حسب الرغبة للحصول على قوام أثقل بالإضافة إلى ثلاث ملاعق كبيرة من السكر وملعقة صغيرة من الفانيليا ويمكن إضافة رشة من القرفة والمكسرات للتزيين النهائي.
تبدأ خطوات التحضير بغسل القمح جيدا ثم نقعه في الماء لفترة لا تقل عن ست ساعات أو طوال الليل وهي خطوة أساسية لتسريع عملية الطهي وجعل الحبوب أكثر طراوة وبعد انتهاء مدة النقع يصفى القمح ويوضع في قدر مع كمية جديدة من الماء على النار ويترك ليغلي ثم تخفض الحرارة ويطهى ببطء لمدة ساعة تقريبا حتى تنضج الحبوب وتنتفخ.
بعد أن ينضج القمح تماما يصفى من الماء الزائد مع الاحتفاظ بكمية قليلة منه ثم يضاف إليه الحليب والسكر والفانيليا ويوضع الخليط مجددا على نار هادئة مع التقليب المستمر حتى يغلظ القوام ويتجانس الحليب مع حبات القمح ثم تسكب البليلة ساخنة في أطباق التقديم وتزين بالقشطة أو جوز الهند والمكسرات المحمصة حسب الذوق.
يمكن تقديم البليلة بأساليب مبتكرة لتناسب جميع الأذواق فمن الممكن إعداد نسخة نباتية باستخدام حليب اللوز أو حليب جوز الهند بدلا من الحليب البقري كما يمكن إضافة التمر المفروم أثناء الطهي للحصول على حلاوة طبيعية وقيمة غذائية أعلى وللأطفال يمكن خلطها قليلا في الخلاط لتصبح ناعمة وسهلة التناول والهضم.
