
شهدت أسواق الذهب في مصر قفزة تاريخية غير مسبوقة حيث تخطى سعر جرام الذهب من عيار 21 وهو الأكثر تداولاً في البلاد حاجز 5500 جنيه للمرة الأولى على الإطلاق ويأتي هذا الارتفاع الكبير بالتزامن مع موجة صعود قوية في البورصة العالمية للمعادن الثمينة التي سجلت فيها الأونصة مستويات قياسية جديدة.
ويُعزى هذا الصعود الملحوظ في المقام الأول إلى تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين فقد أدت تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على البضائع الصينية إلى جانب الإعلان عن ضوابط جديدة على صادرات برمجيات الكمبيوتر إلى إثارة قلق المستثمرين وقد ردت بكين بحزم مؤكدة أنها لا تخشى الدخول في حرب تجارية وأنها ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية مصالحها مما دفع المتعاملين في الأسواق العالمية إلى الإقبال بكثافة على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً.
ورغم محاولة ترامب لاحقاً تهدئة الأسواق وتخفيف حدة لهجته خلال عطلة نهاية الأسبوع إلا أن حالة الحذر ظلت هي السائدة بين المتداولين خشية حدوث تقلبات سياسية مفاجئة من البيت الأبيض ويضاف إلى عامل التوترات التجارية مجموعة من العوامل الأخرى التي دعمت ارتفاع أسعار المعدن الأصفر منذ بداية العام وفي مقدمتها عمليات الشراء القوية للذهب من قبل البنوك المركزية حول العالم وزيادة التدفقات المالية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المرتبطة بالذهب فضلاً عن حالة عدم اليقين الاقتصادي العام الناجمة عن فرض الرسوم الجمركية.
وتتجه أنظار المستثمرين حالياً نحو قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حيث تسود توقعات شبه مؤكدة في الأسواق بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال شهر أكتوبر القادم يليه خفض آخر محتمل في ديسمبر ومن شأن هذه التخفيضات أن تزيد من جاذبية الذهب كأصل استثماري لا يدر عائداً ومن المنتظر أن يلقي رئيس البنك جيروم باول كلمة هامة خلال الاجتماع السنوي للجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال وهي الكلمة التي قد تحمل إشارات جديدة حول السياسة النقدية المستقبلية للبنك كما سيتحدث مسؤولون آخرون في البنك الفيدرالي خلال الأسبوع.
وفي ظل هذه التطورات العالمية سجلت أسعار الذهب في السوق المحلية المصرية مستويات قياسية حيث بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 قيمة 6297 جنيهاً بينما وصل سعر جرام الذهب من عيار 21 إلى 5510 جنيهات أما عيار 18 فقد سجل 4722 جنيهاً في حين قفز سعر الجنيه الذهب ليصل إلى 44080 جنيهاً.