
في إنجاز تاريخي وغير مسبوق سجل منتخب الرأس الأخضر اسمه ضمن المتأهلين لنهائيات كأس العالم 2026 التي تستضيفها الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. وجاء هذا التأهل الرسمي الذي يعد الأول في تاريخ البلاد بعد أن حقق الفريق فوزا كبيرا ومستحقا على منتخب إي سواتيني بثلاثة أهداف نظيفة مساء الاثنين.
وتمكن الفريق من حجز بطاقته عن جدارة بعد أن اعتلى صدارة المجموعة الرابعة برصيد 23 نقطة متفوقا بفارق أربع نقاط كاملة عن منتخب الكاميرون أحد عمالقة القارة. ويعتبر هذا الإنجاز مفاجأة كبرى بالنظر إلى أن الرأس الأخضر يحتل المركز السبعين عالميا والثاني عشر إفريقيا في تصنيف الفيفا مما يجعله أحد أقل المنتخبات الإفريقية تصنيفا التي تصل للمونديال.
المفارقة اللافتة تكمن في أن هذا النجاح الباهر في تصفيات المونديال يتزامن مع إخفاق الفريق في التأهل لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2025 المقررة في المغرب. فقد حل المنتخب في المركز الأخير بالمجموعة الثالثة من التصفيات بعد مسيرة شهدت فوزا وحيدا وتعادلا مقابل أربع هزائم. ويمتلك المنتخب تاريخا محدودا في البطولة القارية حيث شارك في نهائياتها أربع مرات فقط كانت أبرزها في نسخة كوت ديفوار الأخيرة ونجح خلالها في بلوغ الدور ربع النهائي مرتين ودور الستة عشر مرة واحدة.
ويعد منتخب الرأس الأخضر حديث العهد نسبيا على الساحتين القارية والدولية إذ تأسس اتحاد كرة القدم المحلي عام 1982 قبل أن ينضم للاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1986 بينما تأخر انضمامه للاتحاد الإفريقي حتى عام 2000. وتأتي هذه المشاركة المونديالية من دولة تعد من أصغر دول القارة الإفريقية من حيث المساحة التي تبلغ 4033 كيلومترا مربعا وعدد السكان الذي لا يتجاوز 524877 نسمة.
ويكتسب هذا التأهل بعدا آخر مثيرا للاهتمام يرتبط بالنجم البرتغالي العالمي كريستيانو رونالدو. إذ تعود أصول جدة اللاعب الشهير إلى الرأس الأخضر وهو ما يفتح الباب نظريا أمام نجله كريستيانو جونيور لتمثيل منتخب الرأس الأخضر مستقبلا إلى جانب منتخبات البرتغال وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية التي يحق له أيضا اللعب بألوانها.