
في تفاصيل مروعة كشف عنها اللواء سعد الخليوي المدير السابق لكلية الملك فهد الأمنية عن لحظات حرجة عاشها داخل مكتبه عندما وجد نفسه تحت تهديد السلاح لمدة ساعة ونصف الساعة في مواجهة مباشرة مع الموت على يد أحد أفراد الدوريات الأمنية الذي كان في حالة هياج شديد.
بدأت القصة في وقت مبكر من الصباح وتحديداً عند الساعة الخامسة والنصف فجراً حين كان اللواء الخليوي يقوم بجولة تفقدية اعتيادية لمتابعة استعدادات الدوريات الأمنية لتلقي بلاغاً عاجلاً من ضابط العمليات يفيد بوجود أحد منسوبي الدوريات في حالة انفعالية حادة ويصر على مقابلته شخصياً لأمر طارئ.
وافق الخليوي على استقبال رجل الأمن في مكتبه دون أن يتوقع السيناريو الكارثي الذي كان ينتظره فبمجرد أن دخل الرجل وأدى التحية العسكرية وجلسا في صالة الاجتماعات الملحقة بالمكتب أخرج مسدسه وصوبه مباشرة نحو اللواء متهماً إياه بأنه سبب معاناته في عمله السابق وأنه جاء ليكمل إيذاءه في الدوريات الأمنية بل وحمله مسؤولية خلافاته مع زوجته.
وصف الخليوي الموقف العصيب قائلاً إن رجل الأمن وضع السلاح على رأسه مباشرة وبدأ يطلق السباب والشتائم وكان هو يتعامل مع الموقف بهدوء تام ويجاريه في حديثه بتأكيد كلامه لتجنب إثارة غضبه أكثر وخلال هذه الفترة الطويلة منع ضابط العمليات الذي كان حاضراً الواقعة من القيام بأي حركة قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة.
بعد ساعة ونصف من التوتر الشديد ابتكر الخليوي حيلة ذكية لإقناع رجل الأمن بإنهاء الموقف حيث اقترح عليه الذهاب سوياً إلى إمارة الرياض لعرض مشكلته وهو ما قابله الرجل بالموافقة الفورية ووضع سلاحه جانباً وفي تلك اللحظة تمكن اللواء من إبلاغ الحراس بالاستعداد للتدخل.
وعندما دخل الخليوي إلى مكتبه ليشرب بعض الماء فوجئ برجل الأمن يقتحم عليه الباب مرة أخرى وهو يصرخ متهماً إياه بمحاولة خداعه لكن الحراس الذين كانوا قد تلقوا التعليمات تدخلوا بسرعة وتمكنوا بمساعدة عدد إضافي منهم من السيطرة عليه بشكل كامل ونقله إلى المستشفى المختص لتقييم حالته.
وبعد مرور ستة أشهر على الحادثة عاد رجل الأمن وقدم اعتذاره للواء الخليوي الذي قبل الاعتذار لكنه أصدر قراراً بتغيير طبيعة عمله ونقله إلى وظيفة إدارية لا تتطلب حمل السلاح وذلك حرصاً على سلامته الشخصية وسلامة زملائه والمجتمع.