
كشف اللواء سعد الخليوي الذي شغل منصب مدير كلية الملك فهد الأمنية سابقا عن تفاصيل مؤلمة تتعلق بحادثة نفق المعيصم المروعة التي وقعت خلال موسم الحج لعام 1410 هجرية واصفا إياها بأنها واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية التي مرت عليه خلال مسيرته الأمنية الطويلة والمشاهد التي لا تزال عالقة في ذاكرته.
يرجح اللواء الخليوي أن السبب المباشر للكارثة يعود إلى الاختناق الناتج عن التدافع البشري الهائل داخل النفق الذي كان ممتلئا بالكامل بالحجاج. وأشار إلى أن التصميم الهندسي للنفق في ذلك الوقت ساهم في تفاقم الوضع حيث كان ممرا واحدا فقط بعرض خمسة أمتار يستخدم للدخول والخروج في آن واحد ما جعل تدفق الحشود القادمة من منى باتجاه الجمرات أمرا بالغ الصعوبة ومسببا للازدحام الخانق.
وفي شهادته التي أدلى بها خلال لقاء تلفزيوني استرجع الخليوي لحظات وقوع الحادثة قائلا إنه كان يتولى في ذلك الوقت منصب قائد طريق الملك فهد مروريا وكان برفقته فريق عمل كبير يضم 400 طالب وعشرة ضباط و170 فردا إضافة إلى 50 عنصرا من الفرقة الموسيقية. وأضاف أنه كان يقود دراجته النارية في صباح يوم الحادي عشر من ذي الحجة حينما لاحظ أن الأوضاع طبيعية والحجاج يتدفقون من نفق المعيصم الذي يربطه جسر يؤدي إلى منطقة الجمرات.
تغير المشهد فجأة حين تلقى بلاغا عاجلا بالحادث حيث طلب منه أحد الرقباء الصعود إلى الأعلى لتقييم الموقف وهناك كانت الصدمة حيث وجد أعدادا كبيرة من الوفيات بين الحجاج داخل النفق في مشهد وصفه بالمأساوي. وعلى الفور قام بإبلاغ الجهات المختصة بالواقعة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأكد الخليوي أن هذه الحادثة المزعجة كانت درسا مهما دفع السلطات لاحقا إلى اتخاذ إجراءات جذرية لمنع تكرارها حيث تم تنفيذ مشروع لإنشاء نفقين منفصلين أحدهما للذهاب والآخر للإياب وهو ما ساهم بشكل فعال في تنظيم حركة الحشود ومنع التقابل المباشر والازدحام الذي كان السبب الرئيسي في وقوع المأساة.
وحول طبيعة الحادثة وما إذا كانت تحمل أبعادا أخرى أجاب اللواء سعد الخليوي بأن كل المعطيات والمشاهد التي عاينها في الموقع تشير إلى أن ما حدث كان على الأرجح حادثا عرضيا ناتجا عن عوامل لوجستية تتعلق بإدارة الحشود وكثافتها العالية في مكان ضيق وليس عملا إرهابيا أو مدبرا.