
كشف اللواء سعد الخليوي المدير السابق لكلية الملك فهد الأمنية عن تفاصيل قضية قتل معقدة شهدتها إحدى محطات الوقود حيث تمكنت السلطات من فك لغزها والقبض على الجاني في زمن قياسي لم يتجاوز يوما واحدا بفضل استخدام تقنيات أمنية متقدمة ونظام ملاحقة فريد من نوعه.
وأشار الخليوي إلى أنه كان يشغل منصب قائد الدوريات الأمنية حين تلقى بلاغا عاجلا من غرفة العمليات يفيد بوقوع جريمة قتل في محطة وقود بحي المروج وعلى إثره توجه فورا إلى مسرح الجريمة ليجد أن الضحية قد فارق الحياة بالفعل.
وأوضح أن التحقيقات الأولية كشفت أن أصل الحادثة يعود إلى خلاف بسيط نشب بين صاحب مركبة وأحد عمال المحطة بعد أن تسبب العامل في كسر الزجاج الخلفي لسيارة المواطن وتطور الموقف إلى مشاجرة تدخل فيها المجني عليه كوسيط لفض النزاع وتهدئة الأطراف.
إلا أن محاولة الضحية للصلح لم تثمر بل أثارت غضب صاحب السيارة الذي أقدم بشكل مباغت على ارتكاب جريمته بقتل الرجل الذي كان يسعى للخير ثم لاذ بالفرار من الموقع مستقلا سيارته إلى جهة غير معلومة.
وهنا لعبت التقنية دورا حاسما في تتبع الجاني حيث استعانت الفرق الأمنية بخطة خاصة تعرف باسم مدار وهي منظومة متكاملة تتألف من أربعين سيارة دورية تعمل عبر نظام حاسوبي متطور يعتمد على تقنية المثلثات لتغطية مربع أمني محدد مما يجعل فرار أي مجرم من تلك المنطقة أمرا شبه مستحيل.
وبعد مضي قرابة نصف ساعة على وقوع الجريمة ورد بلاغ أمني آخر شكل حلقة الوصل الرئيسية للوصول إلى القاتل حيث أفاد البلاغ بأن شخصا دخل إلى محطة وقود على طريق الخرج وقام بتهديد العامل فيها بواسطة سلاح ثم استولى على بعض المشروبات وعلبة سجائر وغادر متجها نحو الجنوب وهو ما دفع الخليوي إلى توجيه كافة الفرق للتركيز على هذه الحالة تحديدا.
وبناء على تلك المعلومات تم تضييق الخناق على المشتبه به ونجحت القوة الأمنية في تحديد موقعه وضبطه وتسليمه للجهات المختصة لاستكمال الإجراءات النظامية بحقه حيث تمت محاكمته وصدر بحقه الحكم الشرعي الذي تم تنفيذه لاحقا.