يلجأ الكثيرون إلى استخدام معطرات الشعر كوسيلة عملية وسريعة للتغلب على الروائح غير المرغوب فيها مثل دخان السجائر أو أبخرة الطهي ومنح الخصلات انتعاشا وجاذبية. لكن خبراء التجميل يحذرون من أن العديد من هذه المنتجات المتداولة في الأسواق تحتوي على نسبة من الكحول قد تلحق ضررا بالغا بصحة الشعر وفروة الرأس مع الاستخدام المتكرر أو غير الصحيح.
ولتجنب هذه الآثار السلبية ينصح الخبراء بالبحث عن منتجات تحمل علامة خالية من الكحول أو الإيثانول لأنها تكون ألطف على الشعر وفروة الرأس. كما يفضل استخدام هذه المعطرات باعتدال بحيث لا تتجاوز مرة واحدة في اليوم مع الحرص على رشها من مسافة عشرين سنتيمترا على الأقل لتوزيعها بشكل جيد وتجنب تركيزها في منطقة واحدة.
وتوضح خبيرة التجميل سهام شهاب أن آلية عمل الكحول تكمن في تجريد الشعر من زيوته الطبيعية التي تفرزها الفروة بشكل أساسي لحمايته والحفاظ على رطوبته مما يؤدي مع مرور الوقت إلى جفاف الخصلات وتقصف الأطراف وفقدان المظهر اللامع والصحي. يضاف إلى ذلك أن الكحول يهاجم الطبقة الواقية الخارجية للشعرة المعروفة بالكيوتيكل ويضعفها وهو ما يجعل الشعر هشا وأكثر عرضة للتكسر والتلف.
لا تقتصر الأضرار على بنية الشعر فحسب بل قد تمتد لتشمل فروة الرأس حيث يمكن أن يسبب الكحول تهيجا أو احمرارا خاصة لدى أصحاب البشرة الحساسة أو الذين يعانون من مشكلات مثل القشرة. وينبغي عند استخدام أي معطر تجنب رشه مباشرة على الجلد ويكفي توزيعه على أطراف الشعر أو من منتصفه نحو الأسفل.
يعتبر الشعر المصبوغ من أكثر الأنواع تضررا من معطرات الشعر الكحولية حيث يعمل الكحول على تسريع عملية بهتان اللون وتلاشي الصبغة مما يقلل من حيوية وجمال الشعر. أما الشعر الجاف أو المجعد بطبيعته فيزداد تشابكه وتجعده نتيجة الجفاف الذي يسببه الكحول ويصبح تمشيطه والعناية به أكثر صعوبة.
ويشدد الخبراء على أهمية الترطيب المنتظم للشعر كخطوة وقائية وعلاجية عند استخدام منتجات تحتوي على الكحول وذلك عبر استعمال زيوت طبيعية مثل زيت الأرجان أو جوز الهند أو اللوز. كما يمكن الاستغناء عن المنتجات التجارية بتحضير بدائل طبيعية آمنة في المنزل عبر مزج ماء الورد مع قليل من الجليسرين وإضافة بضع قطرات من زيوت عطرية مثل اللافندر أو الياسمين للحصول على رائحة منعشة دون أي ضرر.
