أسعار الذهب تقفز لمستوى تاريخي بزيادة 500 جنيه ومفاجأة مدوية في عيار 21

أسعار الذهب تقفز لمستوى تاريخي بزيادة 500 جنيه ومفاجأة مدوية في عيار 21
أسعار الذهب تقفز لمستوى تاريخي بزيادة 500 جنيه ومفاجأة مدوية في عيار 21

عادت المخاوف من اندلاع حرب تجارية واسعة النطاق بين الولايات المتحدة والصين لتلقي بظلالها على الأسواق العالمية اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته فرض رسوم جمركية ضخمة تصل إلى 100% على السلع الصينية وهو ما قوبل برد حازم من بكين التي أكدت أنها لن تتراجع.

هذه التطورات المتسارعة دفعت المستثمرين حول العالم إلى البحث عن الأصول الآمنة مما أدى إلى موجة شراء هائلة للمعدن الأصفر وأشعل أسعار الذهب العالمية لتسجل قفزة تاريخية حيث تجاوز سعر الأونصة لأول مرة في تاريخ التداولات مستوى 4100 دولار.

وفي انعكاس مباشر لهذه الاضطرابات العالمية شهدت أسواق الصاغة في مصر ارتفاعات قياسية وغير مسبوقة حيث قفز سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر شعبية وانتشارا في البلاد إلى 5510 جنيهات مقارنة بسعره قبل عشرين يوما الذي كان يبلغ 5000 جنيه كما سجل سعر جرام الذهب من عيار 24 مستوى 6297 جنيها ووصل سعر جرام عيار 18 إلى نحو 4722 جنيها وارتفع سعر الجنيه الذهب بدوره ليبلغ 44080 جنيها دون احتساب قيمة المصنعية.

ورغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول في وقت لاحق التخفيف من حدة التوترات بتصريحاته التي أشار فيها إلى أن إدارته لا تخطط لتصعيد فوري فإن حالة القلق وعدم اليقين ظلت هي المسيطرة على الأسواق التي فضلت التحوط بالذهب في ظل استمرار الشكوك المحيطة بالسياسة الأمريكية المستقبلية.

ويرى محللون أن هذا الصعود الصاروخي الذي يشهده الذهب منذ مطلع عام 2025 لا يرجع فقط للتوترات التجارية الأخيرة بل هو نتاج تراكم عدة عوامل رئيسية منها تزايد المخاطر الجيوسياسية في مناطق مختلفة من العالم واتجاه البنوك المركزية الكبرى لزيادة مشترياتها من الذهب لتعزيز احتياطياتها النقدية إلى جانب التدفقات الاستثمارية الكبيرة نحو الصناديق المتداولة للمعدن النفيس.

وتترقب الأسواق العالمية باهتمام شديد كلمة مرتقبة سيلقيها جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مساء اليوم أمام الجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال حيث يبحث المستثمرون عن أي إشارات أو تلميحات حول الاتجاهات المستقبلية للسياسة النقدية الأمريكية والتي سيكون لها تأثير مباشر على حركة أسعار الذهب وبالتالي على الأسعار في السوق المصرية.

وتعززت هذه القفزات في أسعار الذهب بفعل التوقعات المتزايدة بأن يتجه الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه في أكتوبر الجاري مع احتمالية خفض آخر في ديسمبر وذلك في محاولة لتحفيز ودعم الاقتصاد الأمريكي الذي يواجه تحديات حادة وسط مناخ من عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي العالمي.

ويتوقع خبراء أسواق المعادن الثمينة استمرار المسار الصاعد للذهب على المدى القريب طالما بقيت التوترات التجارية والمخاطر الجيوسياسية قائمة مشيرين إلى أن أي هبوط في الأسعار من المرجح أن يكون محدودا ومؤقتا ما لم تحدث انفراجة سياسية واقتصادية عالمية كبرى وهو ما قد يدفع سعر الذهب في مصر لمزيد من الارتفاع خلال الأيام المقبلة.