
على الرغم من السجل التنافسي المتقلب بين المنتخبين السعودي والعراقي وتبادلهما الانتصارات في مختلف البطولات إلا أن مواجهاتهما ضمن تصفيات كأس العالم تروي حكاية مختلفة تماما حيث فرض المنتخب السعودي هيمنة واضحة سيطر من خلالها على أغلب النتائج الحاسمة في طريقه نحو المونديال.
تعود بداية هذه السيطرة إلى لقاء تاريخي جرى في الحادي والعشرين من مارس عام 1981 على أرض ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض ضمن تصفيات المجموعة الثانية. دخل المنتخب السعودي تلك المباراة كأولى خطواته في المشوار بينما كان المنتخب العراقي قد استهل حملته بفوز ثمين على نظيره القطري بهدف نظيف مما منحه دفعة معنوية كبيرة.
كان العراق في تلك الحقبة يمتلك جيلا استثنائيا من اللاعبين الذين شكلوا لاحقا عماده التاريخي الذي حقق إنجازات لافتة أبرزها الفوز بكأس الخليج وكأس العرب والتأهل إلى نهائيات كأس العالم عام 1986. ودخل المدرب المونتينيجري فويو جارداشيفيتش المباراة بقائمة من النجوم ضمت رعد حمودي وعدنان درجال وناظم شاكر وحسين سعيد وهادي أحمد وغيرهم.
في المقابل اعتمد مدرب المنتخب السعودي البرازيلي روبنز مينيللي على تشكيلة قوية ضمت أسماء بارزة مثل سالم مروان وصالح النعيمة وماجد عبدالله ويوسف خميس وأمين دابو. وكانت كل الترشيحات قبل المباراة تصب في صالح المنتخب العراقي نظرا لتفوقه التاريخي السابق على الأخضر بثلاثة انتصارات وثلاثة تعادلات دون أي خسارة وبفضل كوكبة نجومه التي فاز معظمها بكأس الخليج عام 1979.
انتهى الشوط الأول من المباراة بالتعادل السلبي لكن نقطة التحول الحاسمة جاءت في الدقيقة السادسة والخمسين عندما أشهر الحكم المكسيكي روبيو فاسكيز البطاقة الحمراء في وجه الظهير الأيسر العراقي عادل خضير. استغل المنتخب السعودي النقص العددي في صفوف منافسه وكثف من ضغطه الهجومي حتى تمكن اللاعب أمين دابو من تسجيل هدف الفوز الثمين في الدقيقة الثانية والثمانين مستثمرا تمريرة حاسمة من زميله يوسف خميس.
وقد وصف دابو في وقت لاحق ذلك الهدف بأنه كان ذا طعم خاص جدا نظرا لقوة المنتخب العراقي في تلك الفترة وصعوبة تحقيق الفوز عليه مشيرا إلى الفرحة الكبيرة التي عمت الجميع بعد المباراة. هذا الانتصار منح المنتخب السعودي نقطتين ثمينتين ساهمتا بشكل مباشر في تأهله إلى الدور الثاني من التصفيات برصيد ثماني نقاط مقابل ست نقاط للعراق الذي ودع المنافسة.
لم تكن تلك المواجهة هي الوحيدة التي حسمها التفوق السعودي ففي تصفيات مونديال 2002 التقى الفريقان في المرحلة الحاسمة واستطاع الأخضر تحقيق فوزين متتاليين بنتيجة هدف دون مقابل في مباراة الذهاب بالبحرين وبهدفين لهدف في لقاء الإياب بالأردن ليحصد ست نقاط كاملة سهلت مهمته في تصدر المجموعة والتأهل المباشر بينما حل العراق في المركز الرابع.
وتكرر المشهد ذاته في تصفيات مونديال 2018 حيث فاز المنتخب السعودي في لقاء الذهاب الذي أقيم في ماليزيا بهدفين لهدف ثم أكد تفوقه في مباراة الإياب بجدة بهدف نظيف ليضمن بذلك وصافة المجموعة ويحجز مقعده في النهائيات بينما اكتفى المنتخب العراقي بالمركز الخامس.
وحتى عندما لم يتمكن المنتخب السعودي من تحقيق الفوز خرج بنتيجة إيجابية خدمت مسيرته كما حدث في المواجهة التي جمعتهما في قطر بتاريخ الرابع والعشرين من أكتوبر 1993 والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله. تقدم العراق مبكرا بهدف أحمد راضي قبل أن يعادل سعيد العويران النتيجة للسعودية التي أهدرت فرصة الفوز بعد أن أضاع خالد مسعد ركلة جزاء. هذا التعادل الثمين أبقى على حظوظ الأخضر قائمة في التأهل والذي تحقق بالفعل للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه المثير على إيران في المباراة التالية.