عدم تركيز الأطفال يثير قلقك? خبراء يكشفون الأسباب الخفية وطرق العلاج

عدم تركيز الأطفال يثير قلقك? خبراء يكشفون الأسباب الخفية وطرق العلاج
عدم تركيز الأطفال يثير قلقك? خبراء يكشفون الأسباب الخفية وطرق العلاج

تواجه العديد من الأمهات تحديا كبيرا خلال الموسم الدراسي يتمثل في ضعف تركيز أبنائهن أثناء المذاكرة ورغم الجهود المبذولة لتوفير بيئة منزلية هادئة ومريحة وتقديم وجبات غذائية صحية بهدف تعزيز قدرتهم على الاستيعاب والحفظ إلا أن شكوى تشتت الذهن تظل قائمة ومؤرقة للكثيرين.

يشير الدكتور تامر عبد الحميد استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة إلى أن أسباب هذه المشكلة متعددة ومركبة ويبدأ أبرزها بأسلوب الحياة اليومي للطفل فيأتي على رأس القائمة قلة النوم فالطفل الذي لا ينال ما لا يقل عن ثماني ساعات من الراحة الليلية يعاني من إرهاق ذهني مباشر يفقده القدرة على التركيز والانتباه كما أن الاستخدام المفرط للشاشات مثل الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية والتلفاز يضعف الانتباه ويشتت المخ لأن عقل الطفل يعتاد على التنقل السريع بين الصور والمشاهد وهو ما يتعارض مع طبيعة المذاكرة التي تتطلب ثباتا ذهنيا.

لا يمكن إغفال دور التغذية السيئة في هذه المعادلة فنقص عناصر حيوية في الجسم مثل الحديد وأوميجا 3 وفيتامين د يؤثر بشكل مباشر على وظائف الذاكرة وقدرات التركيز يضاف إلى ذلك العامل النفسي المتمثل في الضغط الدراسي والتوتر فالطفل الذي يعيش تحت ضغط الخوف من الفشل يصبح أكثر عرضة للنسيان وصعوبة استرجاع المعلومات وأيضا يؤدي غياب الحركة والنشاط البدني إلى ضعف الدورة الدموية الواصلة إلى المخ مما يقلل من كفاءته وقدرته على العمل بتركيز عال.

ولعلاج هذه المشكلة يقدم عبد الحميد مجموعة من الحلول العملية تبدأ بتنظيم عادات النوم عبر تحديد موعد ثابت للخلود إلى الفراش والاستيقاظ وينصح بضرورة تخصيص ساعة كاملة قبل النوم بعيدا عن جميع الشاشات لتهيئة المخ للراحة وفي السياق ذاته يجب تقنين وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية بحيث لا يتجاوز ساعة واحدة يوميا ومن الأفضل أن تكون هذه الساعة مكافأة بعد إتمام الواجبات المدرسية وليس قبلها.

يلعب الغذاء الصحي دورا محوريا في تعزيز التركيز إذ يجب أن تحتوي وجبة الإفطار على البروتينات كالبيض والجبن والزبادي مع الحرص على تناول الأطعمة الغنية بأوميجا 3 مثل الأسماك وعين الجمل بالإضافة إلى الفواكه والخضروات الطازجة وبالتوازي مع التغذية السليمة يجب اعتماد طرق مذاكرة ذكية كتقسيم الوقت إلى فترات قصيرة مثل خمس وعشرين دقيقة من الدراسة تليها خمس دقائق من الراحة واستخدام الألوان والخرائط الذهنية لتسهيل الحفظ بدلا من التلقين الممل والمراجعة اليومية لمنع تراكم الدروس.

كما يعد النشاط البدني المنتظم عنصرا أساسيا حتى لو اقتصر على نصف ساعة من المشي أو اللعب الحر يوميا لأنه ينشط الدورة الدموية في المخ وعلى الصعيد النفسي يجب استبدال أسلوب العقاب والتوبيخ بالتشجيع والمدح البسيط لأن ذلك يعزز ثقة الطفل بنفسه ويحفزه على المحاولة بينما يزيد التوبيخ من مستويات التوتر والنسيان وأخيرا من المهم الاهتمام بالصحة العامة للطفل وإجراء الفحوصات الدورية للتأكد من عدم وجود نقص في أي عناصر غذائية قد تؤثر على مناعته وتركيزه.