ابنك المراهق وأحلامه.. إليكِ سر الحوار الناجح معه بعيداً عن النقد

ابنك المراهق وأحلامه.. إليكِ سر الحوار الناجح معه بعيداً عن النقد
ابنك المراهق وأحلامه.. إليكِ سر الحوار الناجح معه بعيداً عن النقد

تواجه الأسر تحديا كبيرا في مرحلة المراهقة عند الحديث مع الأبناء عن مستقبلهم إذ تبدأ في هذه الفترة ملامح شخصياتهم وطموحاتهم في التبلور. ويعد الحوار حول أحلام المراهق فرصة ثمينة لبناء علاقة ثقة قوية لكنه قد يتحول إلى نقطة صدام إذا شعر الابن بالاستهزاء أو النقد مما يدفعه للانغلاق على نفسه.

إن القاعدة الأولى لفتح حوار بناء مع المراهق هي الاستماع الفعال والإنصات باهتمام حقيقي لما يقوله دون مقاطعته أو الإسراع في تقديم النصائح والتحليلات. يمكن استخدام عبارات تشجيعية تظهر الاهتمام وتدفع المراهق للاسترسال في الحديث مما يمنحه شعورا بالأمان النفسي وأن أفكاره مسموعة ومقدرة. ولكي يشاركك ابنك أحلامه يجب أن يشعر بأنك مساحة الأمان الخاصة به التي تتقبله كما هو دون إطلاق أحكام مسبقة.

يعد النقد والسخرية من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الآباء حتى لو كان الحلم يبدو غير واقعي فإن عبارات التقليل من شأنه تغلق باب الحوار وتدفع المراهق للاحتفاظ بأفكاره لنفسه. وبدلا من ذلك يمكن التعبير عن وجهة النظر بذكاء من خلال تشجيعه على البحث والتفكير في خطوات عملية لتحقيق حلمه. كما يقع الكثير من الآباء في خطأ آخر وهو محاولة فرض طموحاتهم القديمة على أبنائهم متناسين أن كل فرد كيان مستقل له ميوله وقدراته الخاصة ودور الأهل هو المساعدة على اكتشاف الطريق الخاص بهم لا رسمه بالنيابة عنهم.

من الضروري فهم الطبيعة النفسية والعاطفية للمراهقة فهي مرحلة مليئة بالتقلبات ورغبة الشاب في إثبات استقلاليته مع حاجته لدعم الأسرة في الوقت ذاته. أحلامه في هذه الفترة قد تبدو غريبة أو بعيدة عن المنطق لكنها في جوهرها جزء من رحلة استكشاف الذات ومحاولة التعبير عن هويته التي تتشكل.

يتحول الدعم من مجرد كلام إلى فعل مؤثر عندما يشارك الأهل ابنهم في البحث والتخطيط. فإذا أراد أن يصبح مصورا يمكن مساعدته في البحث عن دورات تدريبية أو تجارب ملهمة في نفس المجال. هذا النوع من المشاركة يجعله يشعر بأن أسرته تؤمن بقدراته وتعامله كشخص مسؤول قادر على اتخاذ قراراته.

لا يقتصر الدعم على الأحلام الكبيرة بل يبدأ من المواقف الصغيرة. عندما تلاحظ موهبة ابنك في الرسم أو الكتابة أو أي مجال آخر فإن التشجيع بكلمات بسيطة مثل الإشادة بجمال رسمه أو أسلوبه الممتع في سرد القصص يبني ثقته بنفسه ويدفعه للسعي بجدية أكبر.

من المهم إرشاد المراهق ليفهم الفرق بين الحلم والهدف فالأحلام هي الرؤى الكبيرة بينما الأهداف هي الخطوات العملية التي توصل إليها. يمكن مساعدته على تحويل حلمه الكبير إلى خطة عمل بسيطة تبدأ بخطوات صغيرة ومنظمة مثل التدريب المنتظم أو الانضمام لفريق إذا كان يحلم بالاحتراف في رياضة ما.

تؤثر اللغة المستخدمة بشكل مباشر على نفسية المراهق لذلك يجب تجنب عبارات الخوف والتشكيك مثل صعوبة المجال أو أن النجاح فيه ضرب من الحظ واستبدالها بلغة تبعث على الأمل والإيمان بالذات وتؤكد أن كل شخص ناجح بدأ بخطوات بسيطة وأن الجهد يؤدي إلى تحقيق النتائج المرجوة.

يكون الآباء أكثر إلهاما لأبنائهم عندما يكونون هم أنفسهم قدوة في السعي وراء شغفهم. عندما يرى المراهق والديه يطوران من أنفسهما ويواجهان التحديات بإيجابية فإنه يتعلم أن السعي لتحقيق الأحلام ليس رفاهية بل هو جزء أساسي من معنى الحياة.