يؤكد خبراء التغذية العلاجية أن الحصول على شعر صحي ولامع لا يقتصر على استخدام المنتجات الخارجية بل يبدأ من النظام الغذائي المتبع. فالشعر القوي والكثيف هو في حقيقة الأمر انعكاس مباشر لصحة الجسم الداخلية إذ إن ما نتناوله من طعام يؤثر بشكل مباشر في تغذية البصيلات من الجذور وتعزيز نموها وقوتها.
يشكل البروتين اللبنة الأساسية في تكوين الشعر حيث يتكون الشعر بشكل أساسي من بروتين الكيراتين. لذلك فإن أي نقص في استهلاك البروتين يؤدي حتما إلى إبطاء نمو الشعر وجعله ضعيفا وأكثر عرضة للتساقط. ويأتي البيض في مقدمة المصادر الغنية بالبروتين والبيوتين وهما عنصران حيويان لبناء بصيلات قوية فضلا عن احتوائه على الزنك والحديد والسيلينيوم التي تدعم صحة فروة الرأس.
تلعب المعادن دورا محوريا في صحة الشعر ويعد الحديد والزنك من أهمها. فالحديد مسؤول عن نقل الأكسجين إلى بصيلات الشعر ونقصه يعد سببا شائعا للتساقط. أما الزنك فله دور أساسي في إصلاح الأنسجة التالفة وتحفيز نمو الخلايا الجديدة. وتعتبر الكبدة من أغنى المصادر بالحديد الحيوي سهل الامتصاص بينما توفر السبانخ والخضروات الورقية الحديد النباتي إلى جانب المغنيسيوم وحمض الفوليك. كما أن المكسرات مثل اللوز والكاجو تمد الجسم بالزنك اللازم لتوازن الزيوت الطبيعية في الفروة.
تتكامل الفيتامينات لتعزيز صحة الشعر من جوانب متعددة ففيتامين سي لا يقتصر دوره على منع تقصف الأطراف بل هو ضروري لمساعدة الجسم على امتصاص الحديد من المصادر النباتية ويحفز إنتاج الكولاجين الذي يمنح الشعر مرونته ويحميه من التكسر وتعد الحمضيات والفلفل الأحمر الحلو والفراولة والكيوي من أبرز مصادره.
يساهم فيتامين أ في إنتاج مادة الزهم وهي الزيت الطبيعي الذي يرطب فروة الرأس ويحافظ على لمعان الشعر ويؤدي نقصه إلى جفاف الشعر وتقصفه. ويمكن الحصول على هذا الفيتامين من البطاطا الحلوة والجزر اللذين يحتويان على البيتا كاروتين الذي يحوله الجسم إلى فيتامين أ بالإضافة إلى الخضروات الورقية كالكرنب والسبانخ.
تعرف مجموعة فيتامينات ب بأنها معززة للنمو خصوصا البيوتين أو فيتامين ب7 وحمض الفوليك ب9 والنياسين ب3. تعمل هذه الفيتامينات معا على تجديد الخلايا وتحفيز ظهور شعر جديد وتقليل معدلات التساقط وتوجد بكثرة في الحبوب الكاملة والشوفان والبيض والبقوليات بالإضافة إلى الموز والأفوكادو.
يعد فيتامين إي من مضادات الأكسدة القوية التي تحفز الدورة الدموية في فروة الرأس مما يضمن وصول الأكسجين والعناصر الغذائية إلى البصيلات بفاعلية. كما أنه يحمي الشعر من الأضرار البيئية كأشعة الشمس والتلوث. ويعتبر الأفوكادو مصدرا فريدا يجمع بين فيتامين إي والدهون الصحية وكذلك بذور دوار الشمس واللوز.
لا تكتمل التغذية السليمة للشعر دون أحماض أوميجا 3 الدهنية التي تغذي بصيلات الشعر من الداخل وتقوي الجذور وتمنحه مظهرا صحيا ولامعا. وتعد الأسماك الدهنية كالسلمون والسردين والماكريل أفضل مصادرها بالإضافة إلى المصادر النباتية مثل بذور الكتان وبذور الشيا والجوز.
يبقى الماء العنصر الأكثر أهمية والذي يتم إغفاله أحيانا فحتى مع اتباع أفضل نظام غذائي فإن جفاف الجسم ينعكس سلبا على فروة الرأس ويضعف البصيلات. لذلك فإن شرب كميات كافية من الماء يوميا لا تقل عن ثمانية أكواب يضمن ترطيب الجسم ونقل المغذيات إلى الشعر بكفاءة.
لتحقيق أقصى استفادة من التغذية يوصى بتجنب الحميات الغذائية القاسية التي تحرم الجسم من عناصر أساسية والحرص على تناول وجبات متوازنة تشمل جميع المكونات من بروتين وخضروات وفواكه. كما أن ممارسة الرياضة بانتظام تساهم في تنشيط الدورة الدموية وإيصال الغذاء إلى كافة أنحاء الجسم بما في ذلك فروة الرأس.
