
أطلقت الجهات الأمنية حملة وطنية واسعة النطاق تحت شعار خلك نبيه بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بالمخاطر الأمنية والاجتماعية الكامنة وراء ظاهرة التسول المنتشرة في الأماكن العامة حيث تسعى الحملة إلى حماية أفراد المجتمع من الاستغلال العاطفي وتوجيه عطائهم نحو المسارات الصحيحة والآمنة.
تتجاوز ظاهرة التسول في أبعادها الحديثة مجرد كونها سلوكا فرديا للحصول على المال بل أصبحت تشكل واجهة لأنشطة إجرامية منظمة حيث تستغل شبكات محترفة النساء والأطفال في عملياتها وقد ترتبط بجرائم خطيرة مثل غسل الأموال أو تمويل جهات غير معروفة مما يحول التعاطف العفوي إلى دعم غير مباشر للجريمة.
يوجه الأمن العام تحذيرا مباشرا للمواطنين والمقيمين من أن الأموال التي تمنح للمتسولين قد تجد طريقها إلى قنوات مجهولة المصدر ويحتمل أن تستغل في تمويل أنشطة معادية أو جماعات تسعى للإضرار بأمن الوطن واستقراره مستغلة في ذلك كرم المجتمع وحسه الإنساني لتحقيق أهدافها المشبوهة.
وتشدد الحملة على أن البديل الآمن والموثوق لتقديم المساعدة يكمن حصرا في القنوات الرسمية التي تضمن وصول التبرعات إلى مستحقيها الفعليين وتشمل هذه القنوات الجمعيات الخيرية المرخصة والمنصات الحكومية المعتمدة التي تعمل وفق آليات شفافة ودقيقة لتوزيع المساعدات على الأسر المحتاجة.
يأتي هذا التحرك في سياق منظومة وطنية متكاملة لمكافحة التسول تتضافر فيها جهود وزارة الداخلية مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وهيئات الأمن العام بهدف حماية النسيج الاجتماعي من الجرائم المقنعة بغطاء الحاجة والعوز وتجفيف منابع هذه الظاهرة السلبية.
إن رسالة خلك نبيه لا تهدف إلى منع فعل الخير بل إلى توجيهه بذكاء ومسؤولية فالمجتمع الواعي يمثل خط الدفاع الأول ضد كل من يحاول الالتفاف على الأنظمة أو استغلال المشاعر الإنسانية فالعطاء النبيه هو الذي يبني الوطن ويحميه حين يوضع في مساره الصحيح.