
سجلت أسعار الذهب العالمية قفزة تاريخية دافعة المعدن النفيس نحو مستويات قياسية غير مسبوقة وذلك في ظل تصاعد التوترات التجارية مجددا بين الولايات المتحدة والصين إضافة إلى التوقعات السائدة في الأسواق بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة الأمريكية مما عزز من جاذبية الذهب كملاذ استثماري آمن.
انعكست هذه الطفرة العالمية بشكل مباشر على السوق المحلية المصرية حيث شهدت أسعار الذهب ارتفاعات ملحوظة خلال تعاملات الأسبوع الجاري فقد ارتفع سعر جرام الذهب من عيار 21 وهو العيار الأكثر تداولا في مصر بقيمة 160 جنيها ليصعد من مستوى 5395 جنيها إلى 5555 جنيها.
يؤكد خبراء أن الذهب يظل مخزنا حقيقيا للقيمة وملاذا آمنا يلجأ إليه المستثمرون خصوصا في أوقات الأزمات والتقلبات الاقتصادية ويرتبط تسعير الذهب في السوق المصرية بعاملين رئيسيين هما السعر العالمي للأوقية المقوم بالدولار وسعر صرف الجنيه المصري مقابل العملة الأمريكية.
وبالنظر إلى تفاصيل الأسعار اليوم الأربعاء 15-10-2025 فقد بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 وهو الأعلى قيمة في السوق مستوى 6349 جنيها بينما استقر سعر جرام الذهب عيار 21 عند 5555 جنيها دون احتساب قيمة المصنعية التي تتراوح عادة بين 3% و8% من سعر الجرام أما سعر جرام الذهب عيار 18 فسجل 4761 جنيها للشراء.
وعلى صعيد الاستثمار في سبائك الذهب الصغيرة شهد سعر الجنيه الذهب قفزة كبيرة هو الآخر خلال الأسبوع إذ ارتفع بقيمة 1280 جنيها كاملة مسجلا اليوم سعر 44440 جنيها مقارنة بسعر 43160 جنيها في بداية التعاملات الأسبوعية.
يأتي هذا الأداء القوي للمعدن الأصفر مدعوما بعوامل متعددة على الساحة الدولية حيث ارتفع بنسبة تقارب 57% منذ بداية العام متجاوزا حاجز 4100 دولار للمرة الأولى يوم الاثنين الماضي وقد سجل سعر الأوقية عالميا في البورصة العالمية للذهب 4141 دولارا ويعود هذا الصعود لمخاوف جيوسياسية واقتصادية وزيادة مشتريات البنوك المركزية حول العالم من الذهب فضلا عن تدفقات الاستثمار نحو الصناديق المتداولة في البورصة.
وينصح الخبراء بأن الاستثمار في صناديق الذهب يعتبر أداة فعالة للتحوط ضد مخاطر انخفاض قيمة العملة المحلية حيث يحتفظ المدخر بأصل تتفق الأسواق العالمية على قيمته ومكانته ورغم صعوبة التنبؤ بقمة أو قاع أسعار الذهب فإن من الحكمة تخصيص جزء من الفوائض المالية للشراء باعتباره استثمارا آمنا على المدى الطويل لا يتسبب بخسائر كبيرة.