
شهدت أسواق المعدن الأصفر ارتفاعات تاريخية على الصعيدين العالمي والمحلي حيث قفزت الأسعار لمستويات قياسية جديدة مدفوعة بعوامل متعددة أبرزها تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية مما عزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن للمستثمرين في ظل الضبابية الاقتصادية.
وعلى الصعيد المحلي انعكست هذه الارتفاعات بوضوح في أسواق الصاغة المصرية فقد شهد سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولا زيادة ملحوظة منذ بداية تعاملات الأسبوع الحالي ليرتفع بمقدار 160 جنيها ويصل إلى مستوى 5555 جنيها للجرام الواحد دون احتساب قيمة المصنعية التي تتفاوت قيمتها بين 3 و8 بالمئة من سعر الجرام.
ولم يكن الجنيه الذهب بمنأى عن هذه الزيادات حيث سجل سعر الجنيه الذهب اليوم الأربعاء 44440 جنيها محققا فارقا كبيرا قدره 1280 جنيها مقارنة بسعره في بداية الأسبوع والذي كان يبلغ 43160 جنيها. أما عن باقي الأعيرة فقد بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 الأعلى قيمة 6349 جنيها في حين سجل سعر جرام الذهب عيار 18 نحو 4761 جنيها للشراء.
وتأتي هذه التحركات في السوق المصرية بالتزامن مع تحقيق المعدن النفيس قفزات غير مسبوقة في البورصات العالمية حيث تجاوز سعر الأوقية حاجز 4100 دولار للمرة الأولى يوم الاثنين الماضي ويستقر حاليا عند مستوى 4141 دولارا. وقد ارتفع المعدن الأصفر بنسبة تقارب 57 بالمئة منذ مطلع العام مدعوما بتضافر عدة عوامل تشمل المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية وزيادة وتيرة الشراء من قبل البنوك المركزية حول العالم إلى جانب تدفقات الاستثمار القوية نحو الصناديق المتداولة المرتبطة بالذهب.
ويرى خبراء ماليون أن الذهب يثبت دائما أهميته كمخزن حقيقي للقيمة وملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون خاصة في أوقات الأزمات والتقلبات الحادة في الأسواق المالية. وأشاروا إلى أن تسعير الذهب عالميا يتم بالدولار الأمريكي وبالتالي فإن تحديد سعره داخل السوق المصري يرتبط بشكل وثيق ومباشر بالسعر العالمي بالإضافة إلى سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار.
كما يعتبر الاستثمار في صناديق الذهب إحدى الأدوات الفعالة للتحوط ضد مخاطر انخفاض قيمة العملة المحلية حيث يتيح للمستثمر امتلاك سلعة تحظى بقبول ومكانة ثابتة في جميع الأسواق العالمية. ورغم صعوبة التنبؤ بالقمم أو القيعان التي قد تصل إليها أسعار الذهب إلا أن الحكمة تقتضي الشراء عند توفر فائض مالي لأن الذهب على المدى الطويل يظل استثمارا آمنا ونادرا ما يتسبب في خسائر للمستثمرين.