تخوفات الحرب التجارية العالمية تدفع المستثمرين إلى صناديق الذهب
أفاد مجلس الذهب العالمي بأن المستثمرين الذين يشعرون بالقلق إزاء تصاعد حرب تجارية عالمية قد تدفقوا على صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب خلال الربع الأول من العام الحالي، مما ساهم في ارتفاع أسعار المعدن الأصفر بنسبة ملحوظة بلغت 19% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
وأظهرت بيانات المجلس، الذي يمثل شركات تعدين الذهب، أن المستثمرين أضافوا حوالي 227 طنًا من الذهب إلى صناديق المؤشرات في الربع الأول، وهو أكبر حجم من التدفقات النقدية الداخلة منذ عام 2022.
صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب
وكانت هذه التدفقات من العوامل الرئيسية التي دفعت أسعار الذهب إلى تسجيل مستويات قياسية متكررة خلال الربع الأول، وصولًا إلى أعلى مستوى على الإطلاق عندما تجاوز سعر الأونصة 3500 دولار في الثاني والعشرين من أبريل الحالي.
تخارج سابق من الذهب رغم الصعود
تجدر الإشارة إلى أن صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب، والتي تحتفظ بالذهب الفعلي نيابة عن المستثمرين، قد شهدت عمليات تخارج مستمرة على مدى السنوات الأربع الماضية، وذلك بعد الارتفاع الكبير في أصولها خلال الفترة التي أعقبت جائحة كورونا في عام 2020.
واستمرت عمليات التخارج خلال العام الماضي على الرغم من بدء ارتفاع أسعار الذهب، وهو ما يشير إلى أن المستثمرين الغربيين الذين يفضلون الاستثمار عبر صناديق المؤشرات كانوا إلى حد كبير خارج السوق.
ويبدو أن اتساع دائرة المخاوف بشأن حرب تجارية بقيادة الولايات المتحدة قد أعاد المستثمرين الغربيين إلى السوق مرة أخرى، حيث يبحث المتداولون عن ملاذ آمن بعيدًا عن أداء الأسهم الأمريكية الذي يعتبر ضعيفًا مقارنة بأسواق أخرى، بالإضافة إلى التوقعات المالية التي يحيط بها قدر كبير من المخاطر.
الطلب الغربي على الذهب هو العنصر المفقود
وفي هذا السياق، قال جون ريد، كبير استراتيجي السوق في مجلس الذهب العالمي: “كان العنصر المفقود لتحقيق ارتفاعات مستدامة في أسعار الذهب هو الطلب من جانب المستثمرين الغربيين على المعدن.
وعاد الطلب على الذهب إلى الظهور في الأسواق الغربية حاليًا من خلال صناديق المؤشرات المتداولة. وبدأنا نرى تحسنًا في الطلب بأوروبا على السبائك والعملات الذهبية، لكن ذلك لم يحدث بعد في الولايات المتحدة.”
ووفقًا للتقرير الصادر عن المجلس، ارتفع إجمالي الطلب على الذهب بنسبة 1% على أساس سنوي ليصل إلى 1206 أطنان. وفي حين زاد الطلب الاستثماري، انخفض الطلب على المجوهرات إلى أدنى مستوى له في 5 سنوات، حيث دفعت الأسعار المرتفعة المستهلكين إلى تأجيل عمليات الشراء أو اختيار قطع أخف وزنًا.
وفي الصين، انخفض الطلب على المجوهرات بشكل كبير على الرغم من اندلاع موجة إقبال على المنتجات الاستثمارية في جميع أنحاء البلاد، وهو تحول يعكس حالة عدم اليقين الاقتصادي التي أثارتها التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.